سيطرت حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، إثر وفاة رضيعة (10 أشهر) يوم الأحد، 11 يوليو/تموز 2021، بسبب عدم توفر غرفة للعناية الطبية، بحسب الأسرة، وهو ما نفاه مستشفى، بينما أعلنت وزارة الصحة فتح تحقيق، وهو الحادث الذي يأتي في الوقت الذي ما زال يعاني فيه لبنان نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وترجع هذه الأزمة الخانقة التي يعاني منها البلد إلى عدم توفر النقد الأجنبي المخصص لاستيراد تلك المواد، ما دفع أصحاب الصيدليات إلى إعلان إضراب مفتوح منذ الجمعة الماضي.
ارتفعت درجة حرارتها
إذ نقلت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) عن مازن السيد، والد الرضيعة، قوله إن ابنته "جوري" توفيت بسبب عدم توفر غرفة للعناية الطبية بالأطفال في أي من المستشفيات في لبنان.
كما أضاف أن طبيبة ابنته حاولت لمدة ساعة ونصف تأمين مكان في العناية الطبية، بينما كانت طفلته تلفظ أنفاسها الأخيرة، لكن من دون جدوى.
بحسب وسائل إعلام محلية، فإن الطفلة كانت تعاني من ارتفاع بحرارة جسمها والتهاب رئوي.
على إثر إعلان خبر الوفاة، شهدت بلدة عانوت بقضاء الشوف (وسط)، مسقط رأس الرضيعة، حالة من الحزن والغضب بين الأهالي، الذين نفذوا وقفة احتجاجية رفضاً لما حدث.
غضب عارم على تويتر والمستشفى ينفي
فقد تصدر وسم باسم "جوري السيد" قائمة الأكثر تداولاً على "تويتر" في لبنان.
إذ عبّر نشطاء عن حزنهم وتضامنهم مع الأسرة، مع مطالبات بإنقاذ المواطنين، لا سيما الأطفال، في ظل تردي الأوضاع على كافة المستويات في البلاد.
فيما قالت الإدارة الطبية للمستشفى المركزي في "مزبود" (مجاورة لبلدة عانوت)، عبر بيان، إن الطفلة "جوري السيد" أُحضرت مساء السبت إلى قسم الطوارئ بالمستشفى بحال حرجة مع نقص حاد بأوكسيجين الدم.
كما أضافت أنه تم إعطاء الطفلة العلاج الكامل المناسب وكل ما يلزم من أدوية، مع توفر قسم للعناية خاص بالأطفال.
وتابعت المستشفى أنه "لاحقاً اتُّخذ قرار، خارج عن إرادة الطاقم الطبي وموافقته، بنقل الطفلة لمستشفى آخر، مع التحذير بخطورة الحال من دون وجود وسيلة نقل مجهزة".
قبل أن تختتم بيانها بالقول إن "المريضة أُخرجت من قسم الطوارئ بسيارة خاصة، بعد توقيع ذويها على ورقة عدم مسؤولية المستشفى، لتعود بعد دقائق بحال توقف قلبي وهبوط رئوي، وأُخضعت لعملية الإنعاش من دون نتيجة إيجابية".
تحقيق رسمي
ما بين روايتي الأسرة والمستشفى، قرر وزير الصحة العامة، حمد حسن، فتح تحقيق في القضية، من خلال لجنة مختصة بطب الأطفال، بحسب ما أعلنت الوزارة.
كما دعت الوزارة المعنيين في القطاع الصحي والطبي إلى إبداء أقصى درجات التضامن مع المرضى لعبور هذه المرحلة الدقيقة.
مطلع يوليو/تموز الجاري، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، (يونيسيف)، في تقرير، إن 30% من أطفال لبنان لا يتلقون الرعاية الصحية الأولية التي يحتاجونها، وإنهم يعانون من وطأة أحد أسوأ الانهيارات الاقتصادية في العالم.
منذ عام ونصف العام، يشهد لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث، أدت إلى تدهور مالي، وشح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، فضلاً عن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم السكان.
بالإضافة إلى ذلك، تزيد من تداعيات هذه الأزمة، خلافات سياسية تحول دون تشكيل حكومة تخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.