قالت المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية، الخميس 8 يوليو/تموز 2021، إن المنظومة الصحية في البلاد انهارت مع امتلاء أقسام العناية الفائقة وإرهاق الأطباء والتفشي السريع لجائحة كورونا في تونس.
إذ سجلت تونس قرابة 10 آلاف إصابة جديدة بفيروس كورونا، و134 وفاة، أمس الأربعاء 7 يوليو/تموز، في زيادة قياسية يومية منذ بدء كورونا في تونس، مع تزايد المخاوف من ألا تتمكن الدولة من السيطرة على التفشي.
قالت نصاف بن علي لراديو موزايك "نحن في وضعية كارثية، المنظومة الصحية انهارت، لا يمكن أن تجد سريراً إلا بصعوبة كبرى، نكافح لتوفير الأوكسجين، الأطباء يعانون إرهاقا غير مسبوق". وأضافت أن "المركب يغرق"، داعية الجميع إلى توحيد الجهود.
بعدما نجحت في احتواء الموجة الأولى، العام الماضي، تواجه السلطات التونسية حالياً صعوبة في التعامل مع زيادة الإصابات، وفرضت عزلاً عاماً في بعض المدن منذ الأسبوع الماضي، لكنها رفضت فرض العزل العام على المستوى الوطني بسبب الأزمة الاقتصادية.
فيما ارتفع إجمالي عدد الإصابات إلى حوالي 465 ألفاً، بينما تجاوزت الوفيات 15700 حالة.
أزمة كورونا في تونس
أكد رئيس قسم المستعجلات بمستشفى عبدالرحمن مامي، بمحافظة أريانة، الدكتور رفيق بوجدارية لـ"عربي بوست"، أن "الأزمة السياسية والخلافات بين الرؤساء الثلاثة، خاصة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، ألقت بظلالها على الوضع الصحي الكارثي الذي تعيشه تونس".
أوضح بوجدارية أن "هذه الخلافات تسببت في ضعف أجهزة الدولة، وجعلتها غير قادرة على الاستجابة للأزمة الصحية المتفاقمة"، مشيراً إلى أن "الشعب في وادٍ والسياسيين وخلافاتهم في وادٍ آخر، وعلى السياسيين أن يعلموا أننا أمام لحظة فارقة وأزمة غير مسبوقة".
انتقد الدكتور بوجدارية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخراً للاستجابة لارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، مؤكداً أنها "غير قادرة على إنقاذ المصابين بالفيروس ولا منع انتشاره، وإجراءات الحجر الصحي التي نطبّقها اليوم أثبتت فشلها، وعدم قدرتها على إيقاف تفشي الوباء وموت التونسيين".
أشار المتحدث إلى أنه "لا حل سوى إقرار حجر صحي شامل لمدة لا تقل عن 6 أسابيع، وتكثيف الحملة الوطنية للتلقيح، والتنقل للأرياف والمناطق النائية لتوسيع دائرة التطعيم ضد كورونا في تونس".
انهيار الدولة بسبب كورونا
لم يُخفِ الأمين العام للتيار الديمقراطي، غازي الشواشي، تخوفه من تأثير الخلافات والأزمة بين قيس سعيد وهشام المشيشي وراشد الغنوشي على الوضع الصحي الدقيق الذي تعيشه تونس، مؤكداً أن "استجابة الدولة لمواجهة كورونا في تونس، شبه منعدمة، في ظل تشتُّت أجهزتها، والصراعات بين الرؤساء الثلاثة".
وأضاف الشواشي في تصريح لـ"عربي بوست"، أن "حالة الغضب والاحتقان منتشرة لدى فئة واسعة من الشعب التونسي، بسبب حالة الخمول والجمود التي دخلت فيها الدولة وأجهزتها بسبب الخلافات السياسية".
تابع الشواشي أن "الدولة أصبحت مُفككة، وكل سلطة تتخذ قرارات بشكل منفرد، ودون التنسيق مع الأجهزة الأخرى، والأخطر أن هناك خلافات حتى بين رئيس الحكومة هشام المشيشي، ووزير الصحة فوزي مهدي، وهي خلافات أصبحت واضحة ولا تخفى على أحد".
كما أشار المتحدث إلى أن "الحكومة فاشلة، لكنها أيضاً عاجزة بسبب انعدام الثقة والتفاهم بين رئيسها وعدد من الوزراء، وعلى رأسهم وزير الصحة المحسوب على رئيس الجمهورية، الذي أعلن المشيشي إقالته قبل أشهر، لكنه اضطر لإبقائه بسبب الفيتو الذي رفعه الرئيس ضد التعديل الوزاري".