سفيرة فرنسا توبخ رئيس وزراء لبنان بسبب تصريحه عن حصار بلاده: أنتم المسؤولون عن الانهيار

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/07 الساعة 14:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/07 الساعة 14:06 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب - رويترز

وجَّهت السفيرة الفرنسية آن جريلو انتقاداً حاداً لرئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، لقوله إن بلاده تتعرض لحصار، وقالت إن سوء الإدارة وخمول القيادات اللبنانية هو السبب في الانهيار الاقتصادي.

جاء ذلك في تعليق جريلو، الثلاثاء 6 يوليو/تموز 2021، على كلمة ألقاها دياب أمام مجموعة من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت، وقال إن حصاراً فُرض على بلاده، وحذر من اضطرابات اجتماعية وشيكة.

السفيرة قالت في تصريحات مسجلة وزعتها السفارة الفرنسية، اليوم الأربعاء، إن الانهيار سببه "الطبقة السياسية"، وأضافت "لكن المخيف يا سيادة رئيس الوزراء هو أن هذا الانهيار القاسي اليوم (…) هو النتيجة المتعمدة لسوء الإدارة والخمول على مدى سنوات".

أشارت السفيرة كذلك إلى أن الانهيار الحاصل في لبنان "ليس نتيجة لحصار خارجي، بل هو نتيجة لمسؤولياتكم أنتم جميعاً في الطبقة السياسية، هذا هو الواقع"، وفق قولها. 

كذلك لفتت جريلو إلى أن فرنسا نظمت بدعم من قوى أخرى، مؤتمرين لبحث الأزمة اللبنانية، منذ انفجار مرفأ بيروت، وقالت إن بلادها تعمل على عقد مؤتمر ثالث.

ورغم أن حكومة دياب هي حكومة تصريف أعمال، فإن السفيرة قالت إن بإمكانها اتخاذ خطوات من بينها تطبيق شبكة للأمان الاجتماعي بتمويل من البنك الدولي.

يأتي ذلك بينما يطالب المانحون منذ فترة طويلة بتنفيذ إصلاحات للقضاء على الفساد والهدر اللذين يعتبران على نطاق واسع أسباباً رئيسية للأزمة.

تحذير من الأسوأ في لبنان

يتولى دياب رئاسة حكومة تصريف الأعمال منذ استقالته، في أعقاب كارثة الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت، في الرابع من أغسطس/آب الماضي، ومنذ ذلك الحين، عجز الساسة الطائفيون المتشبثون بمواقفهم عن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة.

أشار دياب إلى الدعوات المتكررة لربط المساعدات بالإصلاح، لكنه أضاف أن "الحصار المفروض" على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، في إشارة إلى الساسة فيما يبدو.

أضاف دياب أن صبر اللبنانيين بدأ ينفد، وقال إن ربط مساعدة لبنان بتشكيل حكومة جديدة "أصبح يمثل تهديداً لأرواح اللبنانيين والكيان اللبناني"، مشيراً إلى أن أن بلاده أمامها بضعة أيام قبل أن تشهد انفجاراً اجتماعياً.

كان البنك الدولي قد وصف الأزمة اللبنانية بأنها أسوأ ركود في التاريخ الحديث، كما فقدت العملة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها، ودفعت الأزمة أكثر من نصف سكان البلاد إلى صفوف الفقراء.

وتزيد أزمة تشكيل الحكومة الأوضاع سوءاً في لبنان، الذي يعاني أزمة اقتصادية حادة، منذ نهاية 2019، مع هبوط يومي لسعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار، بالإضافة إلى انهيار القدرة الشرائية للسكان.

كذلك يعد لبنان ساحة صراع بين مصالح دول إقليمية وغربية، وهو ما يرفع من مستوى تعقيد أزماته.

تحميل المزيد