كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن حركة طالبان باتت تستحوذ على عائدات بـ"عشرات الملايين من الدولار"، بعد سيطرتها على المعبر الحدودي الرئيسي لأفغانستان مع طاجيكستان.
الصحيفة الأمريكية قالت في تقريرها الإثنين 5 يوليو/تموز 2021، إن الحركة اكتسبت "مصدر دخل جديد مربحاً، حيث سيطرت على معبر شير خان بندر، البوابة التجارية الرئيسية إلى طاجيكستان، وبدأت في تحصيل عائدات الجمارك".
إذ سقط المعبر، الذي شيدته الولايات المتحدة في مدينة قندوز شمالي البلاد، في عام 2007، في أيدي حركة طالبان في 22 يونيو/حزيران الماضي، بعد معارك مع القوات الحكومية.
معبر بناه سلاح المهندسين الأمريكي
كان سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي قد بنى الجسر الفولاذي للمعبر الذي يبلغ عرضه 12 متراً وطوله 671 متراً فوق نهر بانج ويمتد بين أفغانستان وطاجيكستان.
بدلاً من إغلاقه بعد سيطرتهم عليه، ظل مجمع المعبر يعمل "وتوصلت الحركة إلى تفاهمات ضمنية مع طاجيكستان"، وفقاً لتجار محليين تحدثوا مع وول ستريت جورنال.
أبلغ متحدث باسم حركة طالبان الصحيفة الأمريكية أنها تواصلت مع حكومتي طاجيكستان وأوزبكستان بعد أن سيطرت الحركة على عدة مناطق حدودية في يونيو/حزيران، وأكدت لهما أن "العمل الروتيني للحدود والجمارك سيعمل كما كان من قبل" وحتى العاملين فيه لم يتم تغييرهم.
عبر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، عن قلقه بشأن الوضع الأمني في البلاد، وحذر من خطر وقوع "حرب أهلية" بمجرد رحيل القوات الأمريكية.
كما حذر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، الثلاثاء، من خطر وقوع "حرب أهلية" مع تدهور الوضع الأمني في البلاد، قبل أسابيع من إتمام عملية الانسحاب الأمريكي.
أضاف أن "الوضع الأمني ليس جيداً في الوقت الحالي… الحرب الأهلية هي بالتأكيد مسار يمكن تخيله إذا استمر هذا المسار الحالي. يجب أن يكون ذلك مصدر قلق للعالم".
فرار جنود أفغان إلى طاجيكستان
ترك أكثر من 300 جندي أفغاني أراضي بلادهم ولجأوا إلى طاجيكستان، وذلك هرباً من هجمات متواصلة لـ"طالبان" على مناطق مأهولة شمالي البلاد، حيث أكدت مصادر محلية سقوط 5 مقاطعات جديدة في يد الحركة، في أقل من 12 ساعة.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان مسؤولين أفغان سقوط عشرات المقاطعات في جميع أنحاء البلاد بيد حركة طالبان في الأسابيع الأخيرة، تزامناً مع انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا من أفغانستان.
وفقاً لبيان صدر عن المكتب الإعلامي لقوات حرس الحدود، التابع للجنة الدولية للأمن القومي في طاجيكستان، فإن أكثر من 300 جندي أفغاني فروا إلى طاجيكستان، وذلك في ثاني حادثة خلال شهر، إذ لجأ خلال يونيو/حزيران الماضي 134 جندياً أفغانياً هرباً من هجوم شنته "طالبان" على معبر حدودي بولاية قندوز، شمالي البلاد.
أوضح البيان أن التوتر يخيم على المناطق الحدودية بين البلدين، بسبب هجمات حركة طالبان على مناطق أوفيز وشهريبوزورغ وزيراكي، التابعة لولاية بدخشان المتاخمة للحدود.
أشار البيان إلى أن حرس الحدود الطاجيكي التزم بالمبادئ الإنسانية وحسن الجوار، وسمح للجنود الأفغان بعبور الحدود دون أي عوائق. وأكد البيان أن القوات الطاجيكية تُحكم سيطرتها التامة على الحدود الفاصلة بين البلدين.
تقدم عناصر حركة طالبان
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر أفغانية، الأحد، سقوط 5 مقاطعات أفغانية جديدة في يد حركة "طالبان"، في أقل من 12 ساعة. ونقلت قناة "طلوع نيوز" المحلية عن مصادر (لم تسمها)، أن حركة طالبان سيطرت على 5 مقاطعات منذ مساء السبت، في ولايات مختلفة.
بحسب المصدر، فإن المقاطعات هي بانجواي في قندهار، وزيروك في باكتيا، وكوفاب وأرغو وكوهيستان في بدخشان.
السبت الماضي أعلن عن سقوط 13 مقاطعة أفغانية، 9 منها في ولاية بدخشان (شمال شرق) وحدها بيد الحركة المسلحة، خلال 24 ساعة. ويذكر أن بدخشان تتمتع بموقع استراتيجي، فهي متاخمة لحدود الصين وطاجيكستان وباكستان.
في وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل 228 عنصراً من حركة "طالبان"، وإصابة 116 آخرين، بمناطق متفرقة في البلاد، جراء عمليات للقوات الأفغانية خلال الـ24 ساعة الماضية.
بينما أكد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، أنه تمت السيطرة على معظم مراكز الولايات التي يسيطر عليها المتمردون وأنه لم تسقط أي عواصم إقليمية.
كما قال إن هناك 81 مركزاً للولايات في الوقت الحالي تحت سيطرة حركة طالبان، من أصل 419 مركزاً، ولا توجد عاصمة إقليمية تحت سيطرة الحركة.
كما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، مؤخراً، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تشرف على انسحاب "منظم" للقوات الأمريكية من أفغانستان، وأن الولايات المتحدة لم تشهد زيادة في العنف الموجه ضد قواتها في البلاد، في العام الماضي.