هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الأحد 4 يوليو/تموز 2021، بشنّ عدوان عسكري جديد ضد قطاع غزة، حال استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع، مؤكداً أن تلك الحرب يمكن أن تندلع في أية لحظة. فيما اعتبرت حركة حماس تلك التهديدات محاولة لترميم صورة جيش الاحتلال التي اهتزت بشكل كبير بفعل أداء المقاومة.
حيث قال غانتس، في مقابلة مع قناة (13) الإسرائيلية الخاصة، إن "الجيش الإسرائيلي سيقوم بعمل عسكري جديد في غزة في حال استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع، وبالتالي فاحتمال الحرب مع غزة لا يزال قائماً، ونحن على أهبة الاستعداد لكل عملية".
غانتس أضاف: "بعد انتهاء عملية حارس الأسوار (العدوان الأخير على غزة)، قلنا إننا لن نقبل الوضع الراهن، لذلك فإن استمرار إطلاق البالونات سيقودنا لمواجهة أخرى، ومن الآن فصاعداً سنهاجم ونستمر بمهاجمة أهدافاً نراها نوعية"، مؤكداً أن جيش الاحتلال يعمل على تحديد المزيد من الأهداف في قطاع غزة.
كانت مقاتلات إسرائيلية قد قصفت، مساء السبت 3 يوليو/تموز 2021، أهدافاً في قطاع غزة، وذلك كردّ فعل على ما تزعمه من إطلاق بالونات حارقة من القطاع.
فيما ادعى وزير الدفاع الإسرائيلي أن العدوان الأخير على قطاع غزة "قد حقق أهدافه"، مشدّداً على أنهم لا يقبلون باستمرار إطلاق البالونات، وأنهم سيواصلون الرد عليها بمهاجمة أهداف نوعية، لأنهم لن يتقبلوا الوضع كما كان عليه بالسابق، حسب زعمه.
في حين تقول وسائل إعلام إسرائيلية، إن الفلسطينيين يطلقون "بالونات حارقة" من غزة، تجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، ورداً على ذلك قصفت طائرات إسرائيلية مواقع في غزة.
أسرى جيش الاحتلال
كما جدّد غانتس التأكيد على شروط الحكومة الإسرائيلية لإعادة إعمار غزة بربطها بعودة الأسرى والمفقودين لدى حركة حماس، مضيفاً: "آمل أنهم سيضطرون للنزول عن شجرتهم بهدف التوصل إلى نقطة التقاء. من المهم أن يفهموا المعيقات أمام تطوير وإعادة إعمار قطاع غزة، إنه قضية استعادة أبنائنا".
إذ تحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014، أما الآخران، فقد دخلا غزة في ظروف غير واضحة.
في حين أشار غانتس إلى أن إسرائيل "مصممة على أن يتم صرف المنحة القطرية من خلال طرف ثالث، إما الأمم المتحدة أو السلطة الفلسطينية".
يشار إلى أن إسرائيل تمنع إعادة إعمار غزة، وتواصل حصارها للقطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية، في 2006.
حركة "حماس" ترد
في المقابل، اعتبر الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، الأحد، تهديدات غانتس بمنزلة محاولة لترميم صورة جيشه التي اهتزت بشكل كبير بفعل أداء المقاومة في معركة سيف القدس، متابعاً: "نخوض نضالاً مشروعاً لاسترداد حقوقنا وأرضنا ومقدساتنا وانتزاع حقنا في العيش الكريم والحرية، وسنواصل ذلك رغم التهديدات".
الناطق باسم الحركة أكد أن "تلك التهديدات محاولة لبيع الوهم للجمهور الصهيوني، وأن الاحتلال دائماً ما يلجأ للتهديد بالحرب والعدوان، وشعبنا تعوَّد على مثل هذه التهديدات التي لا تخيفه ولا تخيف مقاومتنا".
كما سبق أن أشار المتحدث باسم حركة "حماس"، فوزي برهوم، في بيان صدر قبل أيام، إلى أنهم يثقون بـ"حكمة وقدرة المقاومة الفلسطينية، وفي مقدّمتها كتائب القسام (الجناح المسلّح لحماس)، في كيفية التعامل مع العدو وإرباك ساحته، وحماية الشعب والدفاع عنه".
في حين رأى برهوم أن إسرائيل تحاول من خلال قصفها لغزة فرض معادلات جديدة على المقاومة، محمّلاً إياها المسؤولية الكاملة عن التبعات والنتائج المترتبة على استمرار التصعيد.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار 2021، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 289 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية؛ حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.