توعد قيس الخزعلي، زعيم "عصائب أهل الحق"، أحد فصائل الحشد الشعبي بالعراق، بقتل الجنود الأمريكيين في البلاد، رداً على قصف شنته الولايات المتحدة يوم الأحد الفائت، استهدف فصيلاً تابعاً للحشد في محافظة الأنبار قرب الحدود السورية، وأسفر عن مقتل عدد من عناصر الفصيل.
جاء ذلك في خطاب متلفز للخزعلي بثته قناة "العهد" الفضائية المملوكة للحركة، الثلاثاء 29 يونيو/حزيران 2021.
الخزعلي قال: "لسنا طلاب دم وأمراء حرب، وعمليات المقاومة حريصة بقدر إمكانها على عدم إراقة دماء"، وأضاف: "كان التكتيك في المرحلة الماضية هو استنزاف قدرات العدو العسكرية لإجباره على الانسحاب، لكن العدو الأمريكي أثبت أنه لا يراعي أي حرمة لدماء أبناء الشعب".
أشار الخزعلي إلى أن "العدو الأمريكي الغادر هو من ابتدأ بإزهاق الأرواح ونقل المعركة إلى هذا المستوى"، بحسب قوله، مؤكداً أن "عمليات المقاومة انتقلت لمرحلة جديدة، ولن يكون القصاص لدماء شبابنا الغالية إلا دماء جنوده المحتلين".
شدد الخزعلي على أن "العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم"، مضيفاً: "إذا استمرت أمريكا في إراقة الدماء العراقية فنحن على قدرة باستمرار على الرد، ولدينا الجهوزية الكاملة والتخطيط بشكل لن يتوقعه العدو من ناحية المكان ونوعية الأسلحة".
"عربي بوست" كان قد حصل على معلومات من مصادر بالعراق تفيد بأنه خلال هذا الأسبوع اجتمع عدد كبير من قادة الحرس الثوري، على رأسهم قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، إسماعيل قاآني، مع قادة الفصائل المسلحة الشيعية العراقية، وعدد من الساسة العراقيين الشيعة الموالين لإيران، في معسكر أشرف بمحافظة ديالى بالعراق.
قائد شبه عسكري في فصيل كتائب "سيد الشهداء"، اختار عدم ذكر اسمه، لـ"عربي بوست"، قال: "اجتمعنا لبحث الخطط الجديدة لطرد جميع القوات الأمريكية من الأراضي العراقية".
من جانبه، قال قائد شبه عسكري في فصيل "كتائب حزب الله" العراقية، لـ"عربي بوست"، إن "الخطة الجديدة التي أسفر عنها هذا الاجتماع ترتكز على تكثيف الهجمات بالطائرات المسيّرة على جميع الأماكن التي توجد فيها القوات الأمريكية في العراق وإقليم كردستان أيضاً".
كانت واشنطن قد أعلنت أن القصف على الفصائل الموالية لإيران جاء رداً على استهداف مصالح أمريكية بالعراق، في حين أعلن فصيل "كتائب سيد الشهداء" مقتل 4 من عناصره في الهجوم.
أمس الثلاثاء، أبلغت أمريكا أيضاً مجلس الأمن الدولي أنها شنت الضربات الجوية في سوريا والعراق، لمنع المسلحين وطهران من تنفيذ أو دعم المزيد من الهجمات على القوات أو المنشآت الأمريكية.
لاقت الغارة الجوية الأمريكية إدانات من بغداد والجيش العراقي و"الحشد الشعبي"، وفصائل مسلحة ضمن "الحشد" مقربة من إيران توعدت بالانتقام من واشنطن، وفق بيانات.
خلال الأشهر الأخيرة، زادت وتيرة هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيّرة تحمل متفجرات تستهدف السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، وقواعد عسكرية عراقية تستضيف جنود التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المُصنف على لوائح الإرهاب.
يعتقد مسؤولون أمريكيون أن إيران تقف وراء تصعيد الهجمات بطائرات مسيّرة متطورة وإطلاق صواريخ بشكل متكرر على أفراد ومنشآت أمريكية في العراق؛ حيث يساعد الجيش الأمريكي بغداد في محاربة فلول "داعش".
كانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤولين أمريكيين اثنين أن الفصائل المدعومة من إيران شنت ما لا يقل عن خمس هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت يستخدمها عسكريون أمريكيون ومن قوات التحالف في العراق منذ أبريل/نيسان.
يُذكر أنه بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ملفات خلافية عديدة، أبرزها برنامجا طهران النووي والصاروخي وسياسة البلدين الخارجية في منطقة الشرق الأوسط.