انتكاسة جديدة لليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية.. “لوبان” أقرت بالخسارة وسط مقاطعة غير مسبوقة

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/27 الساعة 21:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/27 الساعة 21:55 بتوقيت غرينتش
زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي/ رويترز

أظهرت استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع، الأحد 27 يونيو/حزيران 2021، أن اليمين المتطرف في فرنسا مُني بالهزيمة على يد اليمين التقليدي في ساحتين انتخابيتين رئيسيتين، في ضربة لطموحات زعيمته مارين لوبان بالوصول إلى سدة الرئاسة.

كان يُنظر إلى منطقة بروفانس ألب كوت دازور بجنوب شرق البلاد على أنها أفضل فرصة لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف لدعم مزاعم لوبان بأنها مؤهلة لتولي السلطة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

فشل ماري لوبان وحزبها

فقد أظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة إيفوب حصول اليمين المتطرف على 44.2% من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات في بروفانس ألب كوت دازور مقابل 55.8% لتيار المحافظين. وأظهر استطلاع آخر أجرته مؤسسة أوبينيان واي أن اليمين المتطرف حصل على 45% من الأصوات مقابل 55% لمنافسيه.

في معركة انتخابية رئيسية أخرى اليوم بمنطقة أوت دو فرانس الشمالية، أظهرت استطلاعات الرأي أن بطاقة يمين الوسط برئاسة المحافظ أوكزافييه برتران، وهو مرشح آخر للانتخابات الرئاسية لعام 2022، تتجه لتحقيق فوز مريح على اليمين المتطرف.

إذا صحت التوقعات، فإنها ستثير تساؤلات حول مدى نجاح استراتيجية لوبان في تلطيف صورة حزبها المناهض للهجرة والمشكك في منطقة اليورو، من أجل محاولة كسب أصوات الناخبين من تيار اليمين التقليدي.

مع ذلك، يقول محللون إن الفشل الواضح للوبان وحزبها في الفوز في اثنين من معاقل اليمين المتطرف ينبغي ألا يتم إسقاطه على الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

كما أقرت لوبان بالخسارة بالقول: "هذا المساء لن نفوز بأي منطقة"، متحدثة عن "أزمة عميقة على صعيد الديمقراطية المحلية"، لكنها شددت على أن "التعبئة هي مفتاح الانتصارات في المستقبل"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

إقبال ضعيف للغاية

حسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، فقد أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام السادسة بتوقيت غرينتش؛ أي الثامنة بتوقيت فرنسا وسط نسبة امتناع قياسية، فقبل ساعة فقط من إغلاقها أعلنت وزارة الداخلية أن نسبة الامتناع عن التصويت وصلت 66.3%، مسجلة زيادة كبيرة مقارنة بالانتخابات الإقليمية في ديسمبر/كانون الأول لعام 2015 حين كانت نسبة الامتناع أقل من 50%.

ودُعي حوالى 48 مليون ناخب للإدلاء وسط إجراءات صحية صارمة مفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا في وقت تسجل فرنسا تراجعاً كبيراً في عدد الإصابات بوباء كوفيد-19 غير أنها تواجه خطر المتحورة دلتا.

حسب الوكالة الفرنسية، فإنه في منطقة أوت دو فرانس الشمالية، أظهرت استطلاعات الرأي أن بطاقة يمين الوسط برئاسة المحافظ كزافييه برتران، وهو مرشح آخر للانتخابات الرئاسية لعام 2022، تتجه لتحقيق فوز مريح على اليمين المتطرف.

من سيفوز في هذه الانتخابات؟

يتوقع أن تحقق الأحزاب "التقليدية" أعلى المكاسب على الأرجح في الانتخابات المحلية، وكان قد ضعُف وجودها في المشهد الإعلامي في السنوات الأخيرة، وهزها الانتخاب المفاجئ للوسطي إيمانويل ماكرون، الذي انتزع ناخبي اليمين واليسار على حد سواء في الاقتراع الرئاسي في 2017.

كذلك يبدو اليمين في وضع جيد للاحتفاظ بالمناطق الست التي يحكمها حالياً وإن كان يرجح أن تكون المنافسة حادة في إيل-دو-فرانس (منطقة باريس) أو بروفانس-ألب كوت دازور.

في المقابل، يفترض أن تسمح تحالفات بين دعاة حماية البيئة والاشتراكيين وحزب فرنسا المتمردة (أقصى اليسار) لليسار بالفوز في عدد من المناطق.

تقول الوكالة الفرنسية، إن هذه العودة للانقسام بين اليسار واليمين، يجب تحليلها بحذر ولا شيء يوحي بأن المنافسة التي تتوقعها كل معاهد استطلاعات الرأي، بين ماكرون وزعيم حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية لعام 2022 أصبحت موضع شك.

جيروم سانت ماري، رئيس معهد "بولينغ-فوكس" لاستطلاعات الرأي، قال إن "الأحزاب التقليدية تستفيد من الشبكة الكبيرة التي حافظت عليها في المناطق"، موضحاً أن "الانقسام بين اليسار واليمين ما زال قائماً على مستوى المؤسسات المحلية لكن لم يترجم حالياً على المستوى الوطني".

تحميل المزيد