أثار قانون جديد في بولندا من المتوقع أن يحد من مطالبات استرداد الأملاك التي سرقها النازيون من اليهود، أزمة غير مسبوقة بين إسرائيل وبولندا، وذلك بعد أدان رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد وصف فيها القانون بأنه "آثم" وزعم أن من شأنه إفساد العلاقات بين البلدين.
وقد أجري تصويت يوم الخميس 24 يونيو/حزيران صوت فيه البرلمان البولندي بأغلبية ساحقة لصالح تعديل اللوائح المتعلقة باستعادة الممتلكات في البلاد.
تفاصيل القانون الجديد
بموجب القانون الجديد، سيجري إيقاف أو رفض أي مطالبات متعلقة باستعادة الممتلكات التي سقطت أثناء الهولوكوست والتي لا تزال تحت التسوية، إضافة إلى ذلك، سيجري حظر الاستئنافات الجديدة للقرارات الإدارية التي اتُّخذت منذ أكثر من 30 عاماً.
من المتوقع أن يحد القانون من مطالبات استرداد الأراضي اليهودية التي استولى عليها النازيون وأممها النظام الشيوعي البولندي بعد الحرب العالمية الثانية.
في السياق نفسه، قال مسؤولون من منظمة التعويض اليهودية العالمية إن القانون، في حالة إقراره، سيجعل من المستحيل تقريباً على الناجين من الهولوكوست وأسرهم الطعن في القرارات المتعلقة بالممتلكات المسروقة، إلى جانب أنهم زعموا أنها ستؤثر سلباً على 90% من مطالبات الممتلكات تلك.
"لن ندفع يورو واحداً"
حسب تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية، الأحد 27 يونيو/حزيران 2021، فقد صرح موراوسكي في مؤتمر صحفي قائلاً: "لا يسعني إلا أن أقول إنه في ظل وجودي في منصب رئيس الوزراء، لن تسدد بولندا قَطعاً ثمن الجرائم الألمانية، ولن ندفع زلوتي ولا يورو ولا دولاراً واحداً".
جاءت تصريحاته بعد أن أصدر وزير الخارجية البولندي تصريحاً ورد فيه أن "بولندا ليست مسؤولة بأي حال من الأحوال عن الهولوكوست، تلك الأعمال الوحشية التي ارتكبها المحتل الألماني".
كما أردف أنه إلى جانب مقتل المواطنين البولنديين من أصل يهودي، لقي مواطنون من الجمهورية البولندية الثانية حتفهم أيضاً.
إسرائيل غاضبة
في يوم الجمعة 25 يونيو/حزيران، شجب لابيد القانون عبر حسابه على تويتر واصفاً إياه بأنه "ضربة مباشرة قاصمة لحقوق الناجين من الهولوكوست وأحفادهم. وتلك ليست المرة الأولى التي يحاول فيها البولنديون التنصل من مسؤولية ما حدث في بولندا أثناء الهولوكوست".
كما أضاف: "هذا القانون آثم وسيضر بشكل خطير بالعلاقات بين بلدينا. ليس ثمة قانون بإمكانه تغيير التاريخ. إنه وصمة عار لن تمحي الفظائع أو ذكرى الهولوكوست".
المتحدث ذهب إلى أن بولندا "التي قتل على أرضها ملايين من اليهود ارتكبت خطأ فادحاً، لكن الأوان لم يفت بعد لإصلاحه".
جدير ذكره، أن الرئيس رؤوفين ريفلين ومسؤولين أمريكيين كانوا قد أعربوا عن معارضتهم للتعديل، وهم بصدد التصدي للتشريعات في مواجهة السلطات البولندية.