تجري فرنسا، الأحد 27 يونيو/حزيران 2021، الجولة الثانية من الانتخابات المحلية بعد عزوف كبير شهدته الجولة الأولى، وقد تغير انتخابات الجولة الجديدة التوازن بين القوى السياسية الرئيسية، التي تتنافس على الصدارة لتحقيق مكاسب في انتخابات الرئاسة العام المقبل.
كانت الجولة الأولى التي جرت يوم الأحد الماضي، قد أسفرت عن نتائج مخيبة للآمال للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يتجه حزبه نحو عدم الفوز بأي من مناطق البر الرئيسي بفرنسا، والتي يبلغ عددها 13 منطقة، لكنها كانت محبطة أيضاً للزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
تُعتبر الانتخابات المحلية بمثابة استطلاعٍ لتوجهات الناخبين قبل العام المقبل، واختباراً لمؤهلات لوبان، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
تُشير وكالة الأنباء الفرنسية إلى أنه في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية، امتنع اثنان من كل ثلاثة ناخبين (66,72%) عن التصويت في نسبة قياسية منذ بداية الجمهورية الخامسة في 1958.
أسباب هذا الامتناع عديدة من ملل من السياسة، إلى عطلة نهاية أسبوع صيفية، بينما ترفع فرنسا إجراءات الحجر الصحي وغيرها.
في هذا السياق، رأت جيسيكا سينتي، المحاضرة في العلوم السياسية بجامعة أفينيون (جنوب فرنسا)، أن الأمر "مزيج من كل هذه الأسباب مجتمعة"، وأضافت: "نشهد اكتمال الانفصال بين الناخبين والطبقة السياسية، وفي الأوضاع الصحية الراهنة كان هناك القليل من النشاطات في الخارج، ما أدى إلى تعقيد التواصل مع جزء من الجمهور".
ويتسم اقتراع اليوم الأحد بنقاط غموض عديدة في مناطق عدة، فاليمين المتطرف المتمثل بالتجمع الوطني لم يصل إلى المرتبة الأولى سوى في منطقة واحدة هي بروفانس-ألب كوت دازور (جنوب شرق فرنسا)، في نتيجة مخيبة للآمال مقارنة باستطلاعات الرأي التي سبقت الاقتراع في مناطق عدة.
في المنطقة نفسها، سيتواجه مرشح اليمين القومي تييري مارياني مع منافسه اليميني رونو موزولييه الذي يفترض أن يستفيد من انسحاب لائحة اليسار، وهي المنطقة الوحيدة التي يبدو فيها حزب الجبهة الوطنية في وضع يسمح له بالفوز الذي سيكون إذا تحقق مع ذلك، تاريخيا لأن اليمين المتطرف لم يحكم المنطقة يوماً.
من سيفوز في هذه الانتخابات؟
يتوقع أن تحقق الأحزاب "التقليدية" أعلى المكاسب على الأرجح في الانتخابات المحلية، وكان قد ضعُف وجودها في المشهد الإعلامي في السنوات الأخيرة، وهزها الانتخاب المفاجئ للوسطي إيمانويل ماكرون، الذي انتزع ناخبي اليمين واليسار على حد سواء في الاقتراع الرئاسي في 2017.
كذلك يبدو اليمين في وضع جيد للاحتفاظ بالمناطق الست التي يحكمها حالياً وإن كان يرجح أن تكون المنافسة حادة في إيل-دو-فرانس (منطقة باريس) أو بروفانس-ألب كوت دازور.
في المقابل، يفترض أن تسمح تحالفات بين دعاة حماية البيئة والاشتراكيين وحزب فرنسا المتمردة (أقصى اليسار) لليسار بالفوز في عدد من المناطق.
تقول الوكالة الفرنسية، إن هذه العودة للانقسام بين اليسار واليمين، يجب تحليلها بحذر ولا شيء يوحي بأن المنافسة التي تتوقعها كل معاهد استطلاعات الرأي، بين ماكرون وزعيم حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن في الانتخابات الرئاسية لعام 2022 أصبحت موضع شك.
جيروم سانت ماري، رئيس معهد "بولينغ-فوكس" لاستطلاعات الرأي، قال إن "الأحزاب التقليدية تستفيد من الشبكة الكبيرة التي حافظت عليها في المناطق"، موضحاً أن "الانقسام بين اليسار واليمين ما زال قائماً على مستوى المؤسسات المحلية لكن لم يترجم حالياً على المستوى الوطني".