جدد محتجون لبنانيون، السبت 26 يونيو/حزيران 2021، قطع طرق رئيسية في العاصمة بيروت ومدن أخرى شمالي وجنوبي البلاد، بعد هبوط قياسي لليرة أمام الدولار، فيما اضطر الجيش إلى طلب تعزيزات لمواجهة المتظاهرين أمام محيط مصرف لبنان في طرابلس.
إذ شهدت بيروت قطع محتجين طرقاً عديدة، لاسيما عند المدينة الرياضية، وساحة الشهداء وسط العاصمة، ومستديرة الجندولين باتجاه السفارة الكويتية، بحسب مراسل "الأناضول".
قطع طرق رئيسية
أفاد شهود عيان، لـ"الأناضول"، بأن محتجين قطعوا طريق الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت بالإطارات المشتعلة، تنديداً بارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة.
سجَّلت العملة المحلية، السبت، مزيداً من الهبوط في تعاملات السوق الموازية، ليتخطى سعر الدولار الواحد 17 ألفاً و500 ليرة، مقابل 1507 ليرات رسمياً.
يأتي الانهيار الإضافي لليرة، في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ نحو عام ونصف العام، وسط تعثر تأليف حكومة جديدة، بسبب الخلافات السياسية.
في البقاع غرباً، وللأسباب ذاتها، أغلق محتجون طرقاً عدة في شتورا عند مفرق المرج، وسعدنايل وتعلبايا وجديتا العالي. وردد المحتجون هتافات تندد بالهبوط القياسي لليرة، في ظل ظروف معيشية صعبة بالبلاد.
تردي الأوضاع
جنوباً، قطع محتجون السير على (طريق) الأوتوستراد عند مفرق برجا بالاتجاهين، وأوتوستراد صيدا-صور محلة أنصارية، استنكاراً لتردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع سعر صرف الدولار، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بشكل جنوني.
أما في صيدا (جنوب)، فوقع اشتباك بين محتجين وعناصر من الجيش عند ساحة الشهداء في المدينة، بعد محاولة الأخير فتح الطريق، وفق شهود عيان.
أسفر الاشتباك عن إصابة 5 متظاهرين، مع توقيف الجيش 3 محتجين، دون معرفة طبيعة الإصابات على الفور، بحسب الشهود.
في المقابل استطاع عدد من المحتجين اقتحام فرع مصرف لبنان في صيدا، إذ فتحوا بوابته الرئيسية ودخلوا الى باحته الداخلية، ورشقوا أبوابه الحديدية بالحجارة، وسرعان ما تصدَّت لهم عناصر القوى الأمنية.
كان معتصمون قد نفذوا اعتصاماًً في ساحة النجمة-صيدا، ومن ثم انطلقوا بمسيرة راجلة باتجاه السوق التجاري وأجبروا أصحاب المحال على إغلاق أبوابها؛ احتجاجاً على ارتفاع سعر الدولار وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
تخلل مسيرة الاحتجاج توترٌ أدى إلى سقوط جريحين نتيجة التدافع. وعقب ذلك، شهدت ساحة الشهداء في المدينة تجمعاً لعدد كبير من المواطنين؛ احتجاجاً على سقوط عدد من الجرحى، وقد شارك النائب أسامة سعد، المحتجين وقفتهم.
أزمات اقتصادية
أما في مطلع يونيو/حزيران 2021، فصنَّف البنك الدولي الأزمة في لبنان ضمن أصعب ثلاث أزمات سُجِّلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.
منذ أواخر 2019، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي لقيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.