أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021، أن بلاده لن تتراجع عن خطواتها النووية، إلا بعد رفع العقوبات الأمريكية، والتحقق من ذلك. فيما أثير جدل وخلافات بشأن تمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووية من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
حيث قال زادة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية إيرانية، إنه في حال رفع العقوبات الأمريكية، وتأكدهم من هذه الخطوة، ستقوم طهران بعدها باستئناف الالتزام الكامل بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في عام 2015، مضيفاً: "القرار يعود لواشنطن وليس طهران من أجل تحديد ما إذا كانت ترغب في العودة للاتفاق والوفاء بالتزاماته".
اتفاق مراقبة الأنشطة النووية
فيما نُقل عن مندوب إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، كاظم غريب أبادي، قوله في تصريح لوكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية، إن بلاده غير ملزمة بالرد على طلب الوكالة بخصوص تمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووية، وذلك بعدما طالب المديرُ العام للوكالة بردٍّ فوري من طهران.
بينما طالب مسؤول أمريكي السلطات الإيرانية بالتواصل مع وكالة الطاقة الذرية دون تأخير؛ لضمان استمرار اتفاق المراقبة.
يشار إلى أن اتفاق مراقبة الأنشطة النووية انتهى أجَله ليلة الخميس الماضي، وذلك بعد ساعات من تحذير واشنطن من التبعات الخطيرة لعدم تمديده، على جهود إحياء الاتفاق النووي.
هذا الاتفاق يسمح للوكالة الدولية بمواصلة جمع بيانات عن بعض أنشطة إيران، مما يخفف من تأثير قرار طهران، في فبراير/شباط، تقليص التعاون مع الوكالة.
في هذا الإطار، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، إن طهران لم تردَّ عليها بخصوص طلب التمديد، مشدّدة على أن "الرد الفوري من إيران ضروري في هذا الصدد".
عودة واشنطن لمباحثات فيينا
إضافة إلى ذلك، نوه مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن واشنطن ستعود بعد فترة ليست ببعيدة إلى الجولة السابعة من مباحثات فيينا بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
لكن المسؤول الأمريكي أضاف، في تصريحات لموقع "صوت أمريكا"، أن عودة بلاده إلى المباحثات مشروطة بالتوصل إلى اتفاق، متابعاً: "واشنطن لن تعود لمحادثات فيينا إذا اعتقدت أنها لن تنتهي باتفاق".
كانت مباحثات فيينا قد توقفت، الأحد الماضي، بعد فوز القاضي إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
يشار إلى أنه في 6 أبريل/نيسان الماضي، انطلقت مباحثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي، الذي يستهدف كبح الأنشطة النووية لإيران في مقابل رفع كثير من العقوبات الدولية عن طهران. بينما يسعى الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه عام 2018.
جدير بالذكر أن المفاوضات تجري في فيينا منذ أبريل/نيسان الماضي، لتحديد طبيعة وتسلسل الخطوات التي يتعين على إيران والولايات المتحدة اتخاذها بشأن الأنشطة النووية والعقوبات، للعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي.
"خلافات جدية"
في وقت سابق من يوم الجمعة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن هناك "خلافات جدية" لا تزال قائمة مع إيران، في وقت تتواصل فيه المفاوضات بين البلدين للعودة إلى الاتفاق النووي.
جاءت تصريحات بلينكن خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، بباريس، في أول زيارة له منذ توليه منصبه.
بلينكن أوضح أنه "لا يمكن تحديد تاريخ لإنهاء المفاوضات"، مشيراً إلى أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني ستكون "صعبة للغاية" في حال طال أمد المفاوضات. كما أكد المتحدث ذاته أن حصول إيران على أسلحة نووية "يعني أنها ستشكل خطراً على المنطقة".