كشفت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021، أن اجتماع هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي الذي عُقد، الخميس، لم يناقش تفاصيل أزمة سد النهضة بخلاف ما كان مقرراً له.
حيث ذكرت الوكالة الحكومية أن الاجتماع اقتصر فقط على إحاطة مقتضبة من جانب رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشسيكيدي، الذي يشغل منصب الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، حول ما آلت إليه مفاوضات سد النهضة.
على أثر ذلك، قاطع السودان هذا الاجتماع؛ لعدم اقتناعه بجدواه، في الوقت الذي اقتربت فيه إثيوبيا من تنفيذ ما أعلنته من ملء ثانٍ لخزان سد النهضة، بحسب مصادر مطلعة تحدثت للوكالة المصرية.
فيما جاءت مشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، صامتة، ولم يقدم أية مداخلات أو أي إسهام خلال الاجتماع حول ملف سد النهضة الذي يتم تشييده على النيل الأزرق، الرافد الرئيس لنهر النيل.
وفق ما نشرته وسائل الإعلام المصرية، انتهى الاجتماع دون أن يتبنى أي خلاصات أو توصيات ذات صلة باستئناف التفاوض حول سد النهضة في الإطار الإفريقي.
اجتماع الأول من نوعه
يعدّ هذا الاجتماع هو الأول بين الدول الثلاث منذ المفاوضات، التي استضافتها العاصمة الكونغولية كينشاسا في 3 و4 أبريل/نيسان الماضي، والتي لم تكلل بالنجاح كغيرها من المحاولات السابقة.
يشار إلى أن السلطات الإثيوبية أعلنت، الخميس 24 يونيو/حزيران 2021، عن رفضها طلب السودان نقل مناقشة أزمة سد النهضة إلى مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أنها لا ترى حاجة لنقل ملف السد إلى مجلس الأمن.
كما دعت وزارة الخارجية الإثيوبية، الخرطوم إلى ضرورة احترام الاتحاد الإفريقي وتدخُّله في المباحثات حول تلك الأزمة.
كان وزير الري السوداني، ياسر عباس، قد قال إن بلاده طلبت من مجلس الأمن تحويل مبادرة الاتحاد الإفريقي إلى وساطة دولية؛ لممارسة الضغوط على الدول الثلاث للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة.
الاتحاد الإفريقي يرعى اجتماعاً ثلاثياً
يشار إلى أن الجامعة العربية كانت قد أعلنت قبل أيام، أن الاتحاد الإفريقي سيعقد اجتماعاً بين مصر والسودان وإثيوبيا، يومي الخميس والجمعة 24 و25 يونيو/حزيران؛ لبحث ملف سد النهضة.
جاء ذلك على لسان رئيس بعثة الجامعة لدى الأمم المتحدة، ماجد عبدالفتاح، في تصريحات لجريدة "الشروق" المصرية (خاصة).
عبدالفتاح لفت إلى أن هذا الاجتماع كان من المقرر عقده خلال الأسبوع الماضي، لكنه تأجل بناءً على طلب أديس أبابا.
فشل متواصل لجولات المفاوضات
يأتي ذلك بعدما فشلت الجولة الأخيرة من مفاوضات السد، إثر إعلان الخارجية السودانية، الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2021، فشل التوصل إلى صيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول "سد النهضة"، مؤكدةً أن الخرطوم لن تواصل المفاوضات، في الوقت الذي عبَّرت فيه وزيرة خارجية جنوب إفريقيا عن أسفها لوصول مفاوضات سد النهضة إلى "طريق مسدود".
حينها أعلن وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، آنذاك، عن تقديم بلاده اشتراطات إلى الاتحاد الإفريقي للعودة إلى مفاوضات "ذات جدوى" في ملف سد النهضة، ملوحاً بأن الخرطوم لديها "خيارات" أخرى.
بدوره قال وزير الري السوداني ياسر عباس، إنه لا يمكنهم الاستمرار في "هذه الحلقة المفرغة من المباحثات بشأن سد النهضة إلى ما لا نهاية"، مشدداً على أن "المفاوضات انتهت إلى الفشل".
كانت الإدارة الأمريكية أعلنت، في فبراير/شباط 2019، التوصل إلى اتفاق حول آلية عمل سد النهضة، وقَّعت عليه القاهرة بالأحرف الأولى، وامتنعت إثيوبيا بدعوى انحياز واشنطن إلى مصر، إثر جولات من المفاوضات جرت بواشنطن.
لكن المفاوضات تعثرت مجدداً بين الدول الثلاث، وهو الأمر المستمر منذ نحو 9 سنوات، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة في فرض حلول غير واقعية.
إذ تُصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بالخرطوم والقاهرة، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
بينما تتمسك الخرطوم والقاهرة بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد؛ للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية، ولضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.