“ماذا لو كان زوجي المسلم هو القاتلَ؟!”.. إسبانية تنتقد تعامل مدريد مع “اغتيال” زوجها المغربي على يد “عنصري”

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/24 الساعة 08:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/24 الساعة 08:26 بتوقيت غرينتش
احتجاجات تطالب بالعدالة بعد مقتل المواطن المغربي بإسبانيا/ مواقع التواصل الاجتماعي

كشفت الإسبانية أندريا هيدالغو ديلفالي تفاصيل مقتل زوجها المغربي، يونس بلال، قبل أكثر من أسبوع، على يد كارلوس باتريسيو، وهو متقاعد من الجيش الإسباني ألقي القبض عليه لاحقاً، وفق ما ذكرته في لقاء مع وكالة الأناضول نشر الخميس 24 يونيو/حزيران 2021.

وفق عشرات الشهود، أطلق باتريسيو النار على يونس بلال بينما كان جالساً في مقهى مع أصدقائه بمدينة مورسيا، التابعة لمنطقة مزارون الساحلية، جنوب شرقي إسبانيا.

بعد دفن جثة زوجها، في مسقط رأسه بمدينة بني ملال، شمال وسط المغرب، تحدثت أندريا للأناضول عن العنصرية والصمت الممنهج، وكيف غيّر هذا العمل العنيف العنصري حياة عائلتها إلى الأبد.

تفاصيل جريمة القتل

روت أندريا تفاصيل ليلة الجريمة، في 13 يونيو/حزيران الجاري، قائلة: "كنت بالخارج لشراء العشاء من مكان قريب، لكن الناس الذين كانوا هناك قالوا إن الأمر بدأ عندما جلست النادلة في المقهى بجانب مجموعة أشخاص من المغرب، أثناء فترة استراحتها. جلست مع أشخاص كان أحدهم هو ابن عم ابني".

أضافت: "بعدها نهض هذا الرجل (القاتل)، وبدأ الصراخ على النادلة لأنها تجلس مع المغاربة، وأخذ صينيتها (التي تقدم عليها ما يطلبه الزبائن)".

مطالب بتحقيق العدالة بعد مقتل يونس بلال
مطالب بتحقيق العدالة بعد مقتل يونس بلال

تابعت: "تحدث يونس إلى النادلة، وقال لها أن تجلس معهم ولا تقلق. ثم غادر الرجل، وعاد إلى المقهى بعد أن بدل ملابسه وأخذ سلاحه. ومع صرخة: اللعنة للمغاربة.. اللعنة للمغاربة، أطلق النار على يونس ثلاث مرات".

أردفت: "أنهما (الزوج والقاتل) لم يلتقيا من قبل. إنه كابوس حقيقي. يبدو وكأنني أعيش في فيلم رعب. لا أستطيع أن أصدق أنه حقيقي. من الصعب حقاً استيعاب الأمر".

عن علاقتها بيونس، قالت أندريا إنه كان يعاملها مثل الملكة: "كان صديقي وأخي وزوجي وأباً لأولادي الثلاثة".

زادت: "رغم أن اثنين من أطفالي لم يكونا منه، فإنه قام بتربيتهما وأحبهما ولم يعاملهما بشكل مختلف على الإطلاق، كانوا جميعاً متساوين عنده. لقد كان رجلاً صالحاً".

تجاهل إعلامي للحادث

شددت أندريا على أن ردة الفعل ستكون مختلفة، وسيتم وصف الجريمة بـ"العمل الإرهابي"، لو أن زوجها يونس بلال هو من أطلق النار على الرجل.

كما أكدت أن يونس لم يكن عنصرياً، بل الآخر هو العنصري، و"لو كان الأمر مختلفًا، كنا سنشاهد الحادثة كثيراً على وسائل الإعلام، لكنهم يريدون التستر على هذا. لن أسمح لهم، لن أتوقف".

أوضحت أيضاً أن هناك من يقول إن هذا العمل "لم يكن هجوماً عنصرياً. ولكن ما هو التفسير الآخر (؟) لا أستطيع أن أتخيل كيف يمكن للناس أن يقولوا إن هذا لم يكن عنصرياً".

أضافت: "يقول الناس إن القاتل كان مجنوناً، لكن الشرطة حققت ولم تعثر على أي تاريخ لإصابة بأمراض عقلية بخلاف التوتر. أنا أيضاً كنت أشعر بالتوتر، لكني لم أقرر الحصول على مسدس وقتل شخص ما".

غياب أي مساندة من السلطات الإسبانية

قالت أندريا إنها تتلقى حالياً مساندة من عائلتها وأصدقائها وأشخاص يدعمونها عبر الإنترنت، مشيرة إلى أنها لا تهتم بالسياسة، فكل شخص لديه طريقته في التفكير ولديها هي طريقتها الخاصة.

تابعت أن السياسيين المحليين من منطقة مزارون لم يقولوا لها أي شيء، ولم يقدموا لها التعازي أو يعرضوا المساعدة بعد مقتل زوجها يونس بلال، أما دولياً، فالقنصلية المغربية كانت حاضرة، لكن لا شيء من جهة إسبانيا.

تساءلت عن غياب التجاوب السياسي مع الجريمة، مشيرة إلى أنها لا تملك عملاً وكانت تعتمد على يونس لرعاية أولادها الثلاثة، فالعثور على وظيفة دائمة ليس سهلاً: "لدينا عقد إيجار لمنزل بغرض التملك، ولا يمكنني بمفردي دفع ما تبقى من الثمن".

أضافت: "حالياً ما زلت في المغرب، لذا سنرى ما سيحدث عندما أعود إلى الوطن. لا أبحث عن صدقة. سأحاول الحصول على وظيفة في مزارون".

الزوجة الإسبانية أردفت قائلة: "بذل زوجي اللطيف الكثير من العمل في إصلاح منزلنا. كان ذاهباً إلى مدريد لكسب المزيد من المال لإصلاح المنزل لي ولأطفالي. أنا مدينة له بذلك. أنا مدينة له بألا أفقد منزلنا".

العنصرية هي السبب

أكدت أندريا وجود العنصرية في إسبانيا، قائلة إن "الناس يعتقدون أن الجميع ليسوا متساوين، ولكني أعتقد أنهم متساوون. ما هي الاختلافات (؟) العِرق، البلد، الشعر، لكن كل شخص لديه دم بداخله. هناك أناس طيبون وسيئون، سواء من إسبانيا أو المغرب أو من كولومبيا، لكن في النهاية، كلنا متساوون".

استدركت: "بالطبع ليس كل شخص عنصرياً، ولكن بعض الناس كذلك. فمثلاً، هناك سياسي من حزب بالحكومة المحلية كان لطيفاً معي، وقام بمواساتي، وقال إنهم سيكونون هناك من أجلي".

تابعت: "لكن سياسياً آخر يقول إن ما نفعله هو مجرد إعطاء سمعة سيئة لمزارون، ولا ينبغي أن نستمر بالحديث عن العنصرية، لأن الناس لن يرغبوا بالقدوم إلى هناك في أيام العطلات هذا الصيف".

زادت: "لا أعتقد أن هذا عادل. يجب أن يضعوا أنفسهم مكاني ومكان أطفالي. عنصري واحد أودى بحياة زوجي ووالد طفلي. الجميع أحب يونس، كان جذاباً، لا أعرف من أين أتى الرجل الذي قتله".

كما شددت أندريا على أن تحقيق العدالة في القضية هو الشيء الوحيد الذي تريده، قائلة: "أريد أن أرى هذا الرجل مسجوناً مدى الحياة. السجن الدائم القابل لإعادة النظر. فلن تكفي رؤيته يعود إلى الشوارع بعد ثماني أو تسع سنوات".

بينما وصفت الجريمة بأنها عملية "اغتيال"، فلم يكن شجاراً بين شخصين وخرج عن السيطرة، بل إن هذا الرجل ذهب إلى يونس بلال بدم بارد. وعندما كان ينزف على الأرض، استمر في إطلاق النار عليه، و"لم يكن لديه شفقة ولا رحمة".

تابعت: "شقيق القاتل قال في مقهى آخر: عظيم، سقط واحد آخر من المسلمين". وختمت بتأكيد أنه "لا يمكن لأشخاص مثل أولئك الذين قتلوا يونس أن يكونوا في الشوارع. لا يمكن تبرير الحادثة بكونهم مجانين، بينما هم ليسوا كذلك".

تحميل المزيد