فقدت "الجبهة الوطنية للتحرير" في الجزائر، الحزب الحاكم سابقاً، 7 مقاعد برلمانية، مع احتفاظها بالصدارة، فيما عزز المستقلون حصادهم بـ6 مقاعد في المرتبة الثانية، بحسب النتائج الرسمية النهائية لانتخابات 12 يونيو/حزيران، التي كشف عنها رئيس المجلس (المحكمة) الدستوري، كمال فنيش، الأربعاء 23 يونيو/حزيران 2021.
وستكون الحكومة المقبلة أول حكومة منبثقة عن انتخابات منذ أن استقال بوتفليقة من الرئاسة، في 2 أبريل/نيسان 2019، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه.
تعديلات بعد قبول الطعون
ففي إعلان بثه التلفزيون الرسمي، أكد فنيش أنه بعد دراسة الطعون المقدمة من طرف قوائم مستقلين وأحزاب سياسية، طرأت تعديلات في توزيع المقاعد بعدة ولايات.
كما أفاد بأنه تم قبول 48 طعناً من أصل 361 تسلمها المجلس، ومن ثم جرى إلغاء وتصحيح نتائج الاقتراع في بعض الولايات.
المتحدث نفسه أضاف أن حزب "جبهة التحرير الوطني" (الذي يترأسه الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة شرفياً)، جاء في الصدارة بـ98 مقعداً، ما يعادل 24.07% من 407 هي إجمالي عدد مقاعد المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان).
وقبل أكثر من أسبوع، أظهرت نتائج رسمية مؤقتة حصول الجبهة على 105 مقاعد.
المستقلون ثانياً
تقول القيادة الجديدة لـ"جبهة التحرير الوطني"، إن الحزب طهَّر صفوفه من المتورطين مع نظام الرئيس السابق، عبدالعزيز بوتفليقة (1999-2019).
بينما عزز "المستقلون" موقعهم كثاني قوة سياسية بالبرلمان، بعد أن ارتفعت حصيلتهم من 78 مقعداً في النتائج المؤقتة، إلى 84 مقعداً بموجب النتائج النهائية (20.63%).
فيما ارتفع حصاد "حركة مجتمع السلم" (أكبر حزب إسلامي) بواقع مقعد واحد، ليبلغ 65 مقعدا (15.97%).
كما أضاف "التجمع الوطني الديمقراطي" (ثاني أحزاب الائتلاف الحاكم سابقاً) مقعداً، ليصبح 58 مقعداً (14.25%).
في حين حافظ حزب "جبهة المستقبل" (محافظ) على عدد المقاعد نفسه، وهو 48 (11.79%).
كما حافظ حزب "جبهة العدالة والتنمية" (إسلامي) على مقعدين فاز بهما، فيما فقد حزب "حركة البناء الوطني" مقعداً واحداً، لينخفض رصيده إلى 39 (9.58%).
احتمالان اثنان أمام الحكومة القادمة
باحتساب مقاعد الأحزاب الإسلامية، وهي "حركة مجتمع السلم" و"حركة البناء الوطني" و"جبهة العدالة والتنمية"، فقد بلغت 106 مقاعد (بفقدان مقعد لـ"البناء الوطني" وزيادة آخر لـ"مجتمع السلم").
وبينما حافظ حزب "صوت الشعب" (محافظ) على مقاعده، وهي ثلاثة، فقدَ حزب "جبهة الحكم الراشد" (محافظ) مقعداً ليتراجع إلى مقعدين، وهي الحصيلة نفسها لكل من حزب "الحرية والعدالة" وحزب "الفجر الجديد" (لم يتغير رصيدهما).
أما حزب "جبهة الجزائر الجديدة" ففقد المقعد الوحيد الذي حصل عليه حين إعلان النتائج المؤقتة.
بالمقابل، فاز حزب "الجبهة الوطنية الجزائرية" (محافظ) بمقعد واحد (لم يكن ضمن الأحزاب الفائزة)، وحافظ حزب "جيل جديد" (علماني) على مقعده الوحيد.
وتجعل هذه النتائج الحكومة القادمة بين احتمالين: إما أن تكون مدعومة من كتل نيابية معارضة أو من كتلة تضم مستقلين وأحزاباً موالية تعلن دعمها لرئيس البلاد، عبدالمجيد تبون، لتشكيل أغلبية رئاسية، وهو الاحتمال الأرجح حتى الآن.