طالب السودان، الثلاثاء 22 يونيو/حزيران 2021، مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة لبحث "تطورات الخلاف حول سد النهضة الإثيوبي"، وذلك في رسالة بعثت بها وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي إلى مجلس الأمن الدولي، بحسب بيان للخارجية السودانية.
طلب الخرطوم يأتي بعد تعثر مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، وإعلان الخارجية المصرية في 12 يونيو/حزيران الماضي، أن بلادها "قدمت خطاباً لمجلس الأمن الدولي شمل الاعتراض على اعتزام إثيوبيا الملء الثاني للسد المحدد في يوليو/تموز المقبل، بعد نحو عام من ملء مماثل".
في أقرب وقت ممكن
جاء في بيان الخارجية السودانية أن الوزيرة طالبت في رسالتها مجلس الأمن "بعقد جلسة في أقرب وقت ممكن لبحث تطورات الخلاف حول سد النهضة الإثيوبي وأثره على سلامة وأمن الملايين الذين يعيشون على ضفاف النيل الأزرق والنيل الرئيسي في السودان ومصر وإثيوبيا".
كما دعت المهدي، مجلس الأمن إلى "حث كل الأطراف على الالتزام بتعهداتها بموجب القانون الدولي والامتناع عن اتخاذ أية إجراءات أحادية الجانب، ودعوة إثيوبيا بالتحديد للكف عن الملء الأحادي لسد النهضة".
يحدث هذا في الوقت الذي تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصر والسودان، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
لا بديل عن التفاوض
هذا ما أكدت عليه وزيرة الخارجية السودانية، من أجل التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
جاء ذلك في لقاء المهدي، بوزير خارجية جزر القمر، ظهير ذو الكمال، الخميس 18 يونيو/حزيران الماضي، بالعاصمة القطرية الدوحة، على هامش اجتماع وزاري عربي طارئ، بطلب من مصر والسودان، لبحث تطورات أزمة السد، وفق وكالة السودان للأنباء.
قدمت المهدي شرحاً مفصلاً حول أزمة سد النهضة وتطوراتها، مبدية حرص بلادها على التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، وفق المصدر ذاته.
كما شددت على ترحيب السودان بدور الاتحاد الإفريقي الذي يقوم به بشأن قضية سد النهضة.
المتحدثة نفسها، أشارت إلى أن المبادرة الإماراتية حول سد النهضة مكملة للمبادرة الإفريقية وليست بديلاً عنها.
وتابعت الوزيرة السودانية أنه "لا بديل عن التفاوض للتوصل لاتفاق بشأن ملء السد وتشغيله؛ لأن دول المنطقة تحتاج للتكامل والتعاون".
قلق عربي
في ختام اجتماع بالدوحة، أعرب وزراء الخارجية العرب عن "القلق الشديد إزاء ما أعلنته إثيوبيا عن نيتها البدء في المرحلة الثانية من ملء خزان السد في الموسم المطير هذا العام من دون اتفاق على ملء وتشغيل السد".
وتصر إثيوبيا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب، السودان ومصر.
فيما يتمسك السودان ومصر بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي، للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية، ولضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.
وفي أقوى تهديد لأديس أبابا، منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في 30 مارس/آذار الماضي، إن "مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".