من جديد، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء 22 يونيو/حزيران 2021، حي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة، وقامت بإخراج المتضامنين مع العائلات الفلسطينية المُهددة بالتهجير. فيما تبحث فصائل المقاومة سبل الرد على تلك الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
كانت قوات الاحتلال قد تمركزت في حي الشيخ جراح قبل أن تقتحمه، وأحضرت سيارة المياه العادمة إلى الحي من أجل حماية مستوطنيها.
عضو الكنيست يقتحم الحي
قال شهود عيان لوكالة الأناضول إن بتسلئيل سموتريتش حاول اقتحام منزل عائلة الكرد قبل أن يتصدى لهم السكان.
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، اقتحم عضو الكنيست من حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المعارض بتسلئيل سموتريتش، حي الشيخ جراح بالقدس.
فيما قال شهود عيان إن سموتريتش حاول اقتحام منزل عائلة الكرد بالحي، قبل أن يتصدى لهم السكان.
شهود العيان أشاروا إلى أن محاولة الاقتحام أدت الى اشتباكات بالأيدي بين السكان، ومجموعات المستوطنين الإسرائيليين الذين رافقوا سموتريتش، مؤكدين أن الشرطة الإسرائيلية وفّرت الحماية للمستوطنين خلال الاقتحام.
كانت مواجهات عنيفة في "الشيخ جراح" قد اندلعت، مساء الإثنين 21 يونيو/حزيران 2021، بين قوات الشرطة الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين من سكان الحي وبعض المتضامنين، الأمر الذي أسفر عن وقوع 16 إصابة بغاز الفلفل بعد رشهم بالغاز من قِبل قوات الاحتلال.
فضلاً عن ذلك، ألقى مستوطنون بالحجارة تجاه سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر، فيما أطلقت قوات الاحتلال المياه العادمة بشكل مباشر على سيارة إسعاف أخرى، وفق البيان.
"حماس" تحذر إسرائيل
رداً على ذلك، حذّر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد حمادة، الثلاثاء، إسرائيل "من مغبّة إطلاق يد قطعان المستوطنين الضالّة في الاعتداء والتنكيل بحق أهلنا في القدس، وعلى وجه الخصوص في الشيخ جراح".
حمادة أضاف أن "ما تقوم به هذه القطعان وبحماية من جيش الاحتلال لن يدفع أهلنا وشعبنا إلا إلى مزيدٍ من التمسك بالحقوق، وسيجعلون منه وقود انتفاضة عارمة في وجه الكيان".
كما دعا الناطق باسم "حماس" الشباب الثائر في القدس إلى "أن يقلبوا ليل المحتلين إرباكاً ومواجهات في أحياء وشوارع وأزقة القدس، حتى يعلم المحتل أن الانتصار للقدس ومعركة سيف القدس ما زالت فصولها مستمرة، حتى يرفع يد عدوانه عنها وعن أهلها".
فصائل غزة تبحث سبل الرد
في هذا الصدد، بدأت الفصائل الفلسطينية اجتماعاً في قطاع غزة، الثلاثاء، لمناقشة سبل الرد على إسرائيل، في ظل استمرار حصارها على القطاع والاعتداء على مدينة القدس.
هذا الاجتماع جرى في مكتب رئيس حركة "حماس"، يحيى السنوار، بمدينة غزة.
يأتي ذلك بعد لقاء عُقد، الإثنين 21 يونيو/حزيران الجاري، بين المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، والسنوار، لبحث جهود تثبيت وقف إطلاق النار وتخفيف الحصار عن غزة.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبوظريفة، إن "لقاء الفصائل يبحث سبل وطرق الرد على الاحتلال في ظل استمرار عدوانه"، مضيفاً: "لا نقبل باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القدس وحصار غزة".
فيما لفت أبوظريفة، إلى أن "الاحتلال يريد ربط ملف إعمار غزة وفتح المعابر بملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة وهذا لا نقبله، فالجنود مقابل أسرى فلسطينيين".
يشار إلى أن السنوار قال، عقب لقاء جمعه مع وينسلاند، إن اللقاء "سيئ، ولم يكن إيجابياً بالمطلق"، مشدّداً على أن "إسرائيل ما زالت تستمر في سياساتها ضد الشعب، والأسرى، ولا توجد بوادر تُشير إلى حل الأزمة الإنسانية بالقطاع، كما أنها تبتز المقاومة في موضوع التخفيف عن غزة".
كما أوضح السنوار أن حركته أبلغت وينسلاند، رفضها لـ"الابتزاز الإسرائيلي"، منوهاً إلى أن "الوضع الحالي يتطلب ممارسة المقاومة الشعبية بشكل واضح، للضغط على الاحتلال من جديد".
اعتداءات متواصلة
منذ قرابة شهر، تمنع قوات الاحتلال المتضامنين من مساندة سكان الحي المهدد بالتهجير لصالح المستوطنين، كما تعرقل عمل المسعفين والصحفيين.
كان مستوطنون قد اعتدوا أكثر من مرة خلال الأيام الماضية، على أهالي حي "الشيخ جراح" والمتضامنين معهم، برشّ غاز الفلفل عليهم.
يشار إلى أن 28 عائلة فلسطينية تواجه خطر الإجلاء من المنازل التي تُقيم فيها منذ عام 1956.
في حين تدَّعي جماعات استيطانية إسرائيلية أن المنازل أقيمت على أرض كانت بملكية يهودية قبل عام 1948، وهو ما ينفيه السكان.
جدير بالذكر أن مخططات الاحتلال تسببت بتفجير مواجهات خلال الأسابيع الماضية، بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
كان وقف إطلاق نار قد بدأ في 22 مايو/أيار الماضي، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية، الأمر الذي أنهى مواجهة عسكرية استمرت 11 يوماً.
بينما شنّت إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي، غارات على مواقع تتبع لحركة "حماس"، رداً على ما قالت إنه إطلاق "بالونات حارقة" من القطاع.