قال الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي، الإثنين 21 يونيو/حزيران 2021، إن السياسة الخارجية لبلاده لن تتقيد بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، وإنها متمسكة ببرنامج الصواريخ الباليستية، كما دعا السعودية لإيقاف عملياتها باليمن.
جاء ذلك في أول مؤتمر صحفي له منذ فوزه في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة الفائت، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
من المقرر أن يتولى رئيسي (60 عاماً)، وهو من غلاة المحافظين ومنتقد حاد للغرب، السلطة خلفاً للرئيس حسن روحاني في أغسطس/آب المقبل، مع سعي إيران لإنقاذ الاتفاق النووي، والتخلص من العقوبات الأمريكية التي تسببت في تراجع اقتصادي حاد.
رئيسي قال من طهران: "سياستنا الخارجية لن تتقيد بالاتفاق النووي (…) سيكون لدينا تفاعل مع العالم"، وأضاف: "لن نربط مصالح الشعب الإيراني بالاتفاق النووي".
أشار رئيسي أيضاً إلى أن الولايات المتحدة انتهكت الاتفاق بينما أخفق الاتحاد الأوروبي في الوفاء بالتزاماته، وتابع قائلاً: "أحث الولايات المتحدة على العودة لالتزاماتها بموجب الاتفاق… يجب رفع كل العقوبات المفروضة على إيران".
تأتي تصريحات رئيسي في وقت توقفت فيه المفاوضات في فيينا والتي بدأت في أبريل/نيسان 2021، لتحديد كيفية عودة إيران والولايات المتحدة للالتزام بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في 2018 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
عقب الانسحاب الأمريكي خالفت إيران قيود الاتفاق المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، والتي وضعت بهدف تقليل خطر تطويرها المحتمل لأسلحة نووية. ونفت طهران مراراً السعي لامتلاك أسلحة نووية.
ويقول مسؤولون إيرانيون وغربيون على حد سواء إن صعود رئيسي للسلطة لن يغيِّر على الأرجح موقف إيران التفاوضي في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي، كما أنه للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي بالفعل القول الفصل في كل القرارات السياسية الكبرى.
الصواريخ البالستية
وقال رئيسي إن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني غير قابل للتفاوض على الرغم من مطالب الغرب ودول الخليج العربية بإدراجه في المحادثات الجارية لإحياء الاتفاق النووي، وأضاف: "مسائل المنطقة والصواريخ غير قابلة للتفاوض. هم (الولايات المتحدة) لم يلتزموا بالاتفاق السابق، كيف يريدون الدخول في مناقشات جديدة؟".
في سياق متصل، قال رئيسي إن "أولوية حكومته ستكون تحسين العلاقات مع دول الجوار في الشرق الأوسط"، ودعا السعودية إلى وقف التدخل في اليمن على الفور.
أضاف في المؤتمر: "يجب أن توقف السعودية وحلفاؤها فوراً تدخلهم في اليمن"، وتابع قائلاً: "إيران تريد التفاعل مع العالم… أولوية حكومتي ستكون تحسين العلاقات مع جيراننا في المنطقة".
يخضع رئيسي لعقوبات أمريكية حيث يُتهم من من الولايات المتحدة وجماعات حقوقية بتورطه في مقتل آلاف السجناء السياسيين خارج نطاق القضاء في الجمهورية الإسلامية عام 1988.
في تصريحاته اليوم الإثنين، قال رئيسي إنه يجب مكافأته على الدفاع عن حقوق الشعب وأمنه، وأضاف أنه "كرجل قانون، دافع دائماً عن حقوق الإنسان"، مشيراً إلى أن العقوبات الأمريكية التي فرضت عليه لاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان جاءت بسبب قيامه بعمله كقاضٍ. ولم يكن قد تناول هذه الاتهامات من قبل، وفق قوله.