سجل اليمين المتطرف في فرنسا أداءً أسوأ مما هو متوقع في الانتخابات المحلية الفرنسية، التي أجريت الأحد 20 يونيو/حزيران 2021، بحسب ما أظهرته استطلاعات الرأي بعد خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، الأمر الذي يهدد فرص اليمين المتطرف في تحقيق مكاسب بمدن هامة تُعد نقطة انطلاق مهمة للانتخابات الرئاسية المقبلة.
حزب التجمع الوطني اليميني، بزعامة مارين لوبان، عبّر عن إحباطه من تدني نسبة الإقبال على التصويت لمستويات قياسية، في حين حقق يمين الوسط أول عودة ناجحة له إلى صناديق الاقتراع منذ النتيجة الكارثية التي حققها في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، بينما جاء حزب الرئيس إيمانويل ماكرون في المركز الخامس.
جاء التراجع الكبير في نسبة الإقبال على التصويت في الجولة الأولى، والذي توقعت مؤسسة إيلابي لاستطلاعات الرأي أن يصل إلى 68.5%، تزامناً مع انتهاء أشهر من القيود الصارمة على الحريات المدنية بسبب جائحة كورونا ووسط طقس مشمس.
تهدد نتائج الاستطلاعات فرص اليمين المتطرف في الفوز بمنطقة بروفانس ألب كوت دازور، التي تعد ساحة تنافس رئيسية في الجنوب ومنطقة مهمة لانتخابات الرئاسة.
جوردان باديلا المرشح الرئيسي للوبان في منطقة باريس الكبرى، قال: "فازت الحكومة هذا المساء، لأنها كانت تتطلع في الأسابيع القليلة الماضية إلى نسبة امتناع هائلة عن التصويت"، وفق قوله.
استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إبسوس أظهر حصول الجمهوريين من يمين الوسط على 27.2% من الأصوات على مستوى البلاد، متقدمين على اليمين المتطرف الذي حصل على 19.3%، ثم حزب الخضر، ثم الحزب الاشتراكي، ثم حزب الجمهورية إلى الأمام الذي ينتمي إليه ماكرون والذي حصل على 11.2%.
كذلك أظهر استطلاعان للرأي بعد إدلاء الناخبين بأصواتهم تفوق حزب التجمع الوطني اليميني في منطقة بروفانس ألب كوت دازور ولكن بهامش أقل من المتوقع على يمين الوسط بزعامة رينو موسيلير الذي تحالف مع حزب ماكرون.
تحركات للدخول بتحالفات
ستؤدي نتائج الجولة الأولى من الانتخابات إلى دخول الأحزاب في مفاوضات خلف الكواليس على مدى يومين، لإبرام تحالفات قبيل انطلاق الجولة الثانية.
وستجري الجولة الثانية من الانتخابات المحلية في 27 يونيو/حزيران المقبل، وتعتبر الانتخابات الإقليمية استطلاعاً لتوجهات الناخبين قبل العام المقبل واختباراً لمؤهلات لوبان.
كانت لوبان قد بذلت جهوداً مضنية لتحسين صورة حزبها واجتذاب أصوات من تيار اليمين الرئيسي باتباع نهج أخف حدة فيما يتعلق بالسياسات الشعبوية المتشككة في أوروبا والمناهضة للهجرة.
لم يسبق لحزب لوبان أن سيطر على إحدى المناطق في الانتخابات، وإذا تحقق له الفوز في واحدة الأسبوع المقبل، فسيكون ذلك بمثابة رسالة مفادها أنه لا يمكن استبعاد فوزها في انتخابات الرئاسة العام المقبل.