احتفت الصحف المحافِظة الإيرانية، الأحد 20 يونيو/حزيران 2021 بـ"بزوغ فجر جديد" في إيران، بعد فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية، بينما أبدت المعتدلة والإصلاحية تحفظات على تعزيز إمساك المحافظين بمختلف هيئات الحكم، بعد وصول رئيسي للرئاسة.
كذلك اعتبرت الصحف المحافظة أن المشاركة في الانتخابات كانت "ملحمية"، على الرغم من أن نسبة المشاركة وصلت لما دون 50%، وهي الأدنى منذ عام 1979، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
صحيفة "رسالت" المحافظة أشادت على صفحتها الأولى بفوز رئيسي (60 عاماً) بالانتخابات التي أجريت يوم الجمعة الماضي، بنيله نحو 62% من أصوات المقترعين.
نوّهت الصحيفة "رسالت" بما توقعت أن يكون ابتعاداً عن "تحديات داخلية وخارجية غير ضرورية وغير مثمرة".
كان فوز رئيسي متوقعاً بغياب منافسين جديين، بعد استبعاد مجلس صيانة الدستور أسماء بارزة من المنافسة، وبلغت نسبة المشاركة 48,8% وفق أرقام وزارة الداخلية.
لكن على الرغم من ذلك، رأت "كيهان" المحافظة أن المشاركة "كانت أعلى مما توقعته استطلاعات الرأي والمحللون"، وفق تعبيرها، وقالت إن النسبة "ملحمية" إذا ما أخذت في الاعتبار الصعوبات الاقتصادية و"دعاية العدو"، في إشارة لحملات معارضي الخارج للامتناع عن التصويت.
كذلك رأت الصحيفة نفسها أن مَن دعوا الناس لعدم المشاركة كانوا "الخاسرين الأساسيين".
المعتدلون قلقون من رئيسي
في المقابل، أبدت الصحف المعتدلة مخاوف من وصول رئيسي للسلطة، وعبّرت صحيفة "جمهوري إسلامي" المعتدلة عن هواجس من تعزيز نفوذ المحافظين في السلطات الثلاث: التنفيذية (رئيس الجمهورية)، والتشريعية (مجلس الشورى الذي يهيمن عليه المحافظون)، والقضائية.
كتبت الصحيفة: "الآن باتت السلطات الثلاث، إضافة الى مجلس صيانة الدستور، القوات المسلحة وأجزاء أخرى من النظام (السياسي) بيد طرف واحد"، وأضافت بنبرة ساخرة: "نحن شعب إيران، كنا ندين للتيار المحافظ بحكومة متجانسة، وهذا ما تحقق الآن في هذه الانتخابات.. سدّد الناس دَينهم".
من جانبها، دعت صحيفة "آرمان ملي" رئيسي إلى "توفير الثقة لـ70%" من الناخبين الذين صوّتوا لمنافسيه، أو امتنعوا، أو اقترعوا عمداً بطريقة تجعل أصواتهم لاغية كوسيلة احتجاج.
كما أبرزت أهمية أن يركز الرئيس الجديد على السياسة الخارجية ورفع العقوبات الأمريكية.
من جهتها، انتقدت صحيفة "شرق" أداء المرشح الوحيد المحسوب على الإصلاحيين عبدالناصر همّتي، معتبرة أن "العودة إلى الناس هي الطريق الوحيد للإصلاح"، ورأت أن التيار "نسي قاعدته على مدى الأعوام الماضية"، واعتقد أنها ستصوّت "دون طرح أسئلة" لأي مرشح إصلاحي.
ويواجه رئيسي انتقادات بسبب اتهامات توجه له حول دوره في ارتكاب انتهاكات حقوقية، وأمس السبت دعت منظمة العفو الدولية، إلى التحقيق مع رئيسي في جرائم ضد الإنسانية، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن فوزه.
أشارت المنظمة إلى أنها في عام 2018 وثّقت عضوية رئيسي في "لجنة الموت"، التي أخفت قسرياً وأعدمت خارج نطاق القضاء وبسرية تامة آلافَ المعارضين السياسيين في سجنَي إيفين وجوهاردشت، بالقرب من طهران، عام 1988.