قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، الأحد 20 يونيو/حزيران 2021، إن مفاوضات فيينا بين إيران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي ستتوقف اليوم، لكي تعود الوفود إلى عواصمها لإجراء مشاورات.
وقال عباس عراقجي للتلفزيون الإيراني الرسمي: "نحن الآن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق، لكن الهُوة بيننا وبين الاتفاق لا تزال قائمة وسدُّها ليس بالمهمة السهلة".
وأكد عراقجي أن الوفد الإيراني سيعود إلى طهران الليلة، فيما لم يتضح متى ستستأنف المفاوضات الرسمية.
وكان إبراهيم رئيسي الذي ينتمي إلى المتشددين قد فاز في انتخابات الرئاسة في إيران الجمعة خلفاً للرئيس البراجماتي حسن روحاني، غير أنه ليس من المرجح أن يعرقل ذلك مساعي إيران في ظل الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي صاحب القول الفصل في كل مسائل السياسة العليا لإعادة العمل بالاتفاق النووي والخروج من تحت طائلة العقوبات النفطية والمالية الأمريكية.
وتجري المفاوضات في فيينا منذ أبريل/نيسان الماضي للتوصل إلى خطوات يتعين على إيران والولايات المتحدة اتخاذها فيما يتعلق بالأنشطة النووية والعقوبات للعودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي.
وقال عراقجي: "سد الفجوات يتطلب قرارات يتعين في الأساس على الطرف الآخر (واشنطن) اتخاذها. أرجو في الجولة المقبلة أن نقطع هذه المسافة القصيرة رغم صعوبتها".
تطورات متسارعة
كان عراقجي قد قال في 17 يونيو/حزيران إن المفاوضات أقرب إلى التوصل إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى، وذلك بعد استئناف الجولة السادسة من محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا بين إيران وقوى عالمية.
بدورها أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه تم إحراز تقدم في المحادثات المتعلقة باستئناف الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران، رغم التحديات، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في إفادة للصحفيين: "استطعنا تحقيق بعض التقدم لكن هناك تحديات"، وأضاف: "لا نتبنى إطاراً زمنياً محدداً للجولة السادسة من المحادثات".
وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء قالت نقلاً عن عراقجي تأكيده أن "الاتفاق النووي لا يزال على قيد الحياة بسبب نهج إيران"، وذكر أن "طاقم المفاوضات الإيراني أحرز تقدماً جيداً وملموساً في مختلف القضايا في المحادثات الجارية في فيينا، ونحن أقرب إلى الاتفاق من أي وقت مضى"، مشيراً إلى أنه "لا يزال هناك بعض الملفات الأساسية التي تحتاج إلى التفاوض".
مفاوضات فيينا
ومنذ أبريل، انطلقت في فيينا مفاوضات لإحياء "الاتفاق النووي" بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه، عام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية على طهران.
حيث يستأنف دبلوماسيون رفيعو المستوى من الصين وألمانيا وفرنسا وروسيا وبريطانيا، المحادثات الخاصة بالملف النووي الإيراني في فيينا، والتي تهدف إلى إحياء الاتفاق الموقع عام 2015.
ويحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن الانضمام إلى الاتفاق مرة أخرى، ويشارك وفد أمريكي بفيينا في محادثات غير مباشرة مع إيران، حيث يعمل دبلوماسيون من القوى العالمية الأخرى كوسطاء.