دراسة توصي بتلقيح الجميع ضد كورونا حتى المصابين السابقين: السلالات الجديدة أشد خطورة

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/06/18 الساعة 09:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/18 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش
istock - لقاح فيروس كورونا

قلَّل باحثون في دراسة جديدة من أملهم بجدوى بناء الأجسام المضادة لفيروس كورونا بعد الإصابة به في تحقيق حماية طويلة الأمد للمصابين، وذلك بهدف الوصول إلى حالة من "مناعة القطيع"، خصوصاً مع ظهور سلالات جديدة من الفيروس، مؤكدين على ضرورة تلقي الجميع تطعيماً ضد كورونا حتى المصابين سابقاً. 

صحيفة The Guardian البريطانية نشرت الخميس 17 يونيو/حزيران 2021، نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة أكسفورد، على العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتوصلت إلى أنَّ الإصابة السابقة بفيروس كورونا المستجد لا تحمي بالضرورة من مرض "كوفيد" على المدى الطويل، خاصة عندما تسببه السلالات الجديدة المثيرة للقلق.

حيث وجد الباحثون أن اختلافات ملحوظة في الاستجابات المناعية لأفراد الأطقم الطبية الذين أصيبوا بكورونا، إذ أظهر بعضهم استعداداً أفضل من غيرهم لمكافحة المرض بعد ستة أشهر.

وقال العلماء في الدراسة، التي أُجرِيَت بالتعاون مع اتحاد علم المناعة ضد فيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة، إنَّ النتائج عزَّزت أهمية تلقيح الجميع بغض النظر عمّا إذا كانوا قد أصيبوا بالفيروس في وقت سابق.

وقالت إليانور بارنز، أستاذة طب الكبد والطب التجريبي في أكسفورد، ومُعدِّة كبيرة في الدراسة: "إذا نظرت إلى مسار الاستجابة المناعية بعد الإصابة، فغالباً ما لا يزال من الممكن اكتشافها بعد ستة أشهر، لكنها شديدة التباين بين الأشخاص".

وأضافت: "هذا يختلف تماماً عن التطعيم. إذا تلقيت اللقاح، فستحصل على استجابة مناعية قوية حقاً، لكن مع العدوى الطبيعية، هناك تنوع أكبر في الاستجابات".

منظومة الاستجابة المناعية 

وحلَّل الباحثون عينات دم من 78 من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين أصيبوا بـ"كوفيد-19″، بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران من العام الماضي، سواء ظهرت عليهم أعراض أم لم تظهر.

وفحص الباحثون عينات الدم شهرياً لمدة تصل إلى ستة أشهر بعد الإصابة لبيان مجموعة من الاستجابات المناعية. وشملت هذه الاستجابات الأنواع المختلفة من الأجسام المضادة التي تستهدف الفيروس، والخلايا البائية التي تصنع الأجسام المضادة وتحتفظ بذاكرة عن المرض، والخلايا التائية التي تقلل من شدة المرض بقتل الخلايا المصابة.

وكتب مُعدِّو الدراسة في مسودة ما قبل الطباعة، التي تنتظر مراجعة الأقران العلمية، كيف استخدموا نظام التعلم الآلي المسمى لمعرفة ما إذا يمكن التنبؤ بتكوين مناعة طويلة المدى من خلال الاستجابة المناعية المبكرة للشخص وشدة الإصابة. 

من جانبها، قالت الدكتورة أدريانا توميك، المُعدِّة الأولى في الدراسة، إنَّ خواص الأجسام المضاد واستجابة الخلايا التائية بعد شهر واحد تُنبِئ بمدى قوة استجابة الجسم المضاد خلال ستة أشهر.

لم يكن لدى غالبية الأشخاص الذين أنتجوا استجابة مناعية ضعيفة عند شهر واحد من الإصابة أجسام مضادة يمكن اكتشافها ويمكنها تحييد سلالة ألفا من فيروس كورونا، التي رُصِدت لأول مرة في بريطانيا، بعد مرور ستة أشهر. ولم يُطوِّر أي منهم أجساماً مضادة لتحييد سلالة بيتا التي رُصِدت لأول مرة في جنوب إفريقيا. ولا يزال يتعين على الباحثين تحليل بيانات سلالة دلتا، القادمة من الهند، والمنتشرة الآن في المملكة المتحدة، والتي تنتشر بشكل أوسع وتعرض المصابين لأعراض أشد خطورة. 

الاستجابة طويلة الأمد 

وفي حين أنَّ معظم العاملين في الرعاية الصحية الذين أصيبوا بأعراض مرضية كان لديهم استجابة مناعية قابلة للقياس بعد ستة أشهر، فإنَّ أكثر من ربعهم لم يحدث معهم ذلك. ووجد الباحثون أنَّ أكثر من 90% ممن أصيبوا بعدوى بدون أعراض لم يكن لديهم استجابة مناعية قابلة للقياس بعد ستة أشهر.

وأوضحت إليانور بارنز: "من وجهة نظرنا، لا تحميك العدوى السابقة بالضرورة على المدى الطويل من فيروس سارس-كوف-2، لا سيما من المُتغيِّرات المثيرة للقلق. لا يجب أن تعتمد عليها (العدوى السابقة) لحمايتك من الأمراض اللاحقة، بل يجب الحصول على اللقاح".

وفي هذا السياق، قال داني التمان، أستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن، الذي لم يشارك في الدراسة، إنَّ النتائج تثير الانتباه ضد افتراضات بسيطة حول كيفية تضاؤل ​​المناعة مع مرور الوقت. 

وقال: "يُظهِر الناس مسارات متنوعة إلى حد ما بعد الإصابة، لكن يبدو أنَّ المناعة تصمد جيداً حتى ستة أشهر. والأهم من ذلك كله، أنَّ مثل هذه الدراسات تُذكِّرنا بأنَّ القرارات السياسية بشأن جرعات التعزيز يجب أن تكون قائمة على أدلة وفي سياق برنامج قوي لمراقبة المناعة".

تحميل المزيد