قالت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 15 يونيو/حزيران 2021، إن الصين سعت لدحض ادعاءات وجود إبادة جماعية ضد السكان الإيغور في البلاد، وذلك عن طريق نشر أرقام تعداد سكاني جديدة، تدّعي أن التعداد السكاني للأقلية المسلمة زاد بنسبة 16% على مدى العقد الماضي.
إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أنه في المدة الواقعة بين عامي 2010 و2020 زادت أعداد سكان الإيغور في مقاطعة سنجان، التي تقع في أقصى غرب الصين، بأكثر من 6 ملايين نسمة، لتصل إلى 11.6 مليون نسمة، وأن الأعداد زادت على أساس سنوي خلال هذه المدة.
لكن ناشطين شكّكوا بشأن هذه الزيادة السكانية؛ لأن السلطات عدلت في وقت سابق أعداد السكان الإيغور الخاصة بالسنوات السابقة، وبمئات الآلاف في ذلك الوقت، وقالت بكين إن مراجعات وتعديلات الأعداد كانت ممارسة طبيعية، إلا أن الناشطين اتهموا النظام بمحاولة التستر على الانخفاضات الديموغرافية الحقيقية للسكان الإيغور، ومحاولة جعل الأرقام الجديدة تبدو أنها تمثل زيادة كبيرة.
إذ إن التعداد السكاني الرسمي للإيغور في عام 2020، البالغ 11,624,257، وكذلك التعداد السكاني الرسمي لعام 2019، البالغ 11,560,000، يعد أقل من أعداد السكان المبلغ عنها سابقاً لعامي 2017 و2018. بيد أنها تظهر الآن زيادة على أساس سنوي بعد أن خفضت السلطات الأعداد بـ245 ألف نسمة من عام 2017 و178 ألف نسمة من عام 2018.
غرّد أدريان زينز، وهو زميل أول في الدراسات الصينية لدى مؤسسة Victims of Communism Memorial Foundation بواشنطن: "التنقيحات… تضمن بكل أريحية عدم وجود نمو سكاني سلبي مبلغ عنه في أي سنة بالنسبة للإيغور". ويُعرف عن زينز أبحاثه حول قضايا الإيغور، إضافة إلى أن بكين تستنكره بوصفه شخصاً ينشر الأكاذيب عن النظام الشيوعي.
اتهامات للصين
كذلك تتهم الجماعات الحقوقية الصين بتزييف أعداد السكان في سنجان عن طريق غمر المنطقة بأبناء عرقية الهان الصينية، وهي عرقية ملحدة في الأساس. يُظهر أحدث تعداد سكاني للمنطقة أن عرقية الهان في المنطقة زادت بمعدل أسرع يقترب من 25% خلال العقد الماضي لتصل إلى 10.9 مليون نسمة، أو أنها زادت بنسبة 42% في المجمل. وكانت غالبية هذا النمو مدفوعة بهجرة أبناء عرقية الهان إلى سنجان.
بالمقارنة، كان هناك 5.7 مليون نسمة من أبناء الهان في سنجان عام 1990، أو ما يمثل 37.58% من إجمالي السكان.
في حديث مع صحيفة South China Morning Post، قال جيمس ليبولد، الأستاذ لدى جامعة لا تروب الأسترالية والمتخصص في الصراعات العرقية بالصين المعاصرة: "يؤكد ذلك حقاً على استراتيجية بكين لـ"تحسين" البنية السكانية لسنجان، بحسب تعبيرهم، وهو ما ينطوي على التضييق على السكان الإيغور وزيادة حجم السكان الهان، إضافة إلى تعديل المكان الذي تعيش فيه هذه الجماعات السكانية".
إذ تقول الرواية الرسمية لحكومة سنجان إن "سكان المجموعات العرقية في المنطقة تنمو بثبات، ما يُبرهن تماماً على النمو الشامل لجميع المجموعات العرقية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني".
ويشارك الدبلوماسيون الصينيون بيانات التعداد السكاني مع نظرائهم الأجانب. فقد غرد دنغ شيجون، سفير الصين لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان) قائلاً: "معدل النمو لإجمالي السكان، الإيغور وجميع المجموعات العرقية الأخرى شهدت بأسرها زيادة جيدة، وأغلبها اتضح أنها أعلى من المتوسط القومي".
قالت صحيفة Global Times، التي يديرها الحزب الشيوعي الصيني، إن أرقام التعداد السكاني دحضت "الضجيج والشائعات والافتراءات الخبيثة، عبر معلومات مفصّلة وتفسيرات مستندة إلى حقائق".
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن أحد المسؤولين، أن التنقيحات والتعديلات، التي تمثل خفضاً يتراوح بين 170 ألف نسمة و482 ألف نسمة من أعداد سكان الإيغور سنوياً بدءاً من عام 2011 ووصولاً إلى عام 2018، كانت "متسقة مع القواعد والممارسات الدولية".