سيُخصص له حرس خاص وسيكون مرفوقاً بقادة من حماس.. “عربي بوست” يكشف تفاصيل برنامج زيارة هنية للمغرب

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/16 الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/16 الساعة 17:04 بتوقيت غرينتش
إسماعيل هنية/رويترز

حصل "عربي بوست" على معلومات حصرية حول كواليس وبرنامج زيارة وفد من المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إلى المغرب في الأيام المقبلة بدعوة من حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الوفد الفلسطيني سيقوده إسماعيل هنية، مرفوقاً بعشرين شخصاً منهم أعضاء المكتب السياسي، هم: نائب رئيس الحركة، صالح العاروري، وأعضاء المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، ومحمد نزال، وحسام بدران، وعزت الرشق.

وتُعد هذه الزيارة الأولى لرئيس المكتب السياسي الحالي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى المغرب، كما أنها تحمل دلالات سياسية في إطار السياق الحالي، خصوصاً أن المغرب بدأ يسير بخطوات متأنيةٍ في قضية التطبيع الإسرائيلي.

تفاصيل زيارة هنية للمغرب

كشفت مصادر "عربي بوست" أن "أول لقاءات حركة حماس سينطلق باجتماع مع قيادات حزب العدالة والتنمية، إذ من المُتوقع أن يُنظم حفل غداء على شرف الوفد الفلسطيني".

وأفادت المصادر ذاتها بأن "زيارة وفد حماس تنطلق الأربعاء 16 حزيران/يونيو 2021 وتنتهي الأحد 20 من نفس الشهر، وسيحظى فيها بلقاءات مع مسؤولين مغاربة، كما ستكون له لقاءات مع أحزاب وهيئات وطنية".

وعلى عادة المغرب في علاقته بكبار الضيوف، سجلت المصادر أن هنية والوفد المرافق له سيحظون بحراسة خاصة للإشراف على أمن قيادة الحركة، في إقامتها وتنقلاتها.

وتُعد هذه الزيارة الثالثة لقيادة حركة حماس إلى المغرب، إذ زار رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، خالد مشعل، المغرب مرتين، في 2012 و2017، كما أن الرباط تحولت إلى محطة شبه دائمة لقيادات الحركة، إذ يزورون المغرب بشكل شبه دائم.

حماس والمغرب

زيارة قيادة حركة حماس إلى المغرب هذه المرة استثنائية، إذ تأتي بعد أن ساهم العدوان الأخير على غزة في كشف سُحب الضباب الذي تجمع فوقها، خاصة بعد إعلان المغرب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو الأمر الذي رفضته حركة حماس، وهاجمت المغرب بسببه.

وساهم العدوان الأخير على القدس وغزة، والموقف المغربي الذي بلغ حد تهنئة حزب رئيس الحكومة المغربية حركة حماس والشعب الفلسطيني على الانتصار على العدوان الإسرائيلي، في تذويب الخلاف بين الجانبين.

وأضافت مصادر الحزب الذي يقود الحكومة، في تصريح لـ"عربي بوست"، هذه الثوابت الثلاثة هي التي تجعل المغرب حاضراً في جميع محطات النضال الفلسطيني، سواء تعلق الأمر بالقدس من خلال بيت مال القدس، أو بغزة من خلال المساعدات الإنسانية أو المستشفيات الميدانية، كما بجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واعتبرت مصادر من داخل العدالة والتنمية أن "زيارة وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس تندرج في إطار الالتزام المغربي بدعم الشعب الفلسطيني، وعدم التخلي عنه، وكذلك للتأكيد على أن المغرب حتى لو دخل في مسار التطبيع في سياق واضح فإنه لم يكن على حساب حقوق الشعب الفلسطيني".

 رد هادئ

تُقدم الرباط نموذجاً استثنائياً في تدبيرها للقضية الفلسطينية، والعلاقة مع حركات المقاومة، حرصت على ذلك حتى وهي تعلن عودة العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، إذ اعتبر بلاغ الديوان الملكي أن "الصحراء المغربية وفلسطين قضية واحدة".

الموقف المغربي من فلسطين كان أكثر حدة، في رفض العدوان الإسرائيلي على حي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى، ومدينة القدس، قبل قيام جيش الاحتلال بالهجوم على قطاع غزة.

زيارة قيادة حماس للمغرب تأتي في سياق أطلق فيه المغرب عدداً من الإشارات على أن مسار التطبيع بين الرباط والكيان الإسرائيلي متوقف.

وتجلى هذا بشكل كبير من خلال تصريحات رئيس الحكومة المغربية النارية ضد العدوان على غزة والقدس، وكلمة خالد مشعل في ضيافة حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، وكذلك رسالة التهنئة التي أرسلها نفس الحزب إلى حماس بعد معركة سيف القدس، والتي أغضبت الكيان الإسرائيلي.

استقبال الرباط لوفد حركة حماس قرأه إسماعيل حمودي، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، في تصريح لـ"عربي بوست"، أنه "رد هادئٌ من المغرب على الهجوم الذي تعرض له رئيس الحكومة من طرف ممثل إسرائيل في الرباط".

وتابع حمودي أن "استقبال إسماعيل هنية تجديدٌ للموقف المغربي من القضية الفلسطينية، إذ ترفع الرباط شعار "التوازن" في العلاقات مع جميع الأطراف، والتطبيع لا يلغي دعم فلسطين وحق الشعب الفلسطيني".

وقال الحمودي إن "المغرب كان أول دولة في العالم العربي اعتبرت على لسان رئيس حكومتها ما جرى من عدوان على فلسطين جريمة حرب، تحولت إلى عبارة مهيمنة على الخطاب الرسمي العربي". 

ونبه المتحدث إلى "ضرورة قراءة ما نشره القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط كرسالة تهديد مبطنة للمغرب، عبر توظيف الانفصاليين ضد المغرب". 

تحميل المزيد