استقال الرجل الثاني في الجيش الكندي، اللفتنانت-جنرال مايك رولو، من منصبه الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021، بعد مخاوف من احتمال أن يكون قد تورّط في تضارب مصالح بسبب لعبه الغولف مع جنرال متقاعد يخضع لتحقيق عسكري بشبهة سوء السلوك الجنسي.
إذ أثار كشف وسائل إعلام محلّية عن جولة الغولف هذه عاصفة من ردود الفعل المنتقدة في البلاد لا سيّما أنّ نائب رئيس أركان الجيش الكندي هو الرئيس الهرمي لقائد الشرطة العسكرية التي تحقّق مع الجنرال المتقاعد جوناثان فانس، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
الجنرال الكندي يعترف بخطئه
شغل الجنرال فانس منصب رئيس الأركان من 2015 وحتّى تقاعده من منصبه في يناير/كانون الثاني الفائت. لكن بُعيد تقاعده فتحت الشرطة العسكرية تحقيقاً بشبهة ارتكابه سوء سلوك جنسياً مع اثنتين من مرؤوساته، في اتّهامات ينفيها بشدّة.
اللفتنانت-جنرال مايك رولو أقرّ، الإثنين في بيان، بأنّه لعب الغولف في الثاني من يونيو/حزيران الجاري، مع كلّ من الجنرال فانس وقائد سلاح البحرية، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّه لم يتطرّق يومها بتاتاً إلى التحقيقات الجارية في كندا.
كما أضاف: "لم أصدر مطلقاً أيّ تعليمات أو إرشادات إلى الشرطة العسكرية في ما يتعلّق بأيّ تحقيقات تجريها، بما في ذلك تلك المتعلّقة بسوء السلوك الجنسي".
فيما شدّد نائب رئيس الأركان المستقيل على أنّه يتحمّل "كامل" المسؤولية عن قراره لعب الغولف مع رئيس الأركان المتقاعد وما تسبّب به من "مزيد من تآكل الثقة" بالجيش.
الثقة "تهتز" في الجيش الكندي
إثر استقالة رولو أعلن الجيش أن نائب رئيس أركان الجيش الكندي المستقيل سيتولّى مهام غير محدّدة في "المجموعة الانتقالية للقوات المسلحة الكندية"، الهيئة المنوط بها بشكل خاص مساعدة العسكريين الجرحى والمرضى.
كما أنه من المقرّر أن تخلفه الجنرال فرانسيس جينيفر آلين في منصب نائبة رئيس الأركان في الأسابيع المقبلة.
منذ أشهر لا تنفكّ ثقة الكنديين بجيشهم تهتزّ بسبب سلسلة تحقيقات تجري مع ضباط رفيعي المستوى بشبهة ضلوعهم في "سوء سلوك جنسي" تجاه بعض من مرؤوسيهم.
فقد أطاحت هذه التحقيقات بخليفة فانس، الأدميرال آرت ماكدونالد الذي لم تكد تمرّ أسابيع قليلة على توليّه رئاسة الأركان حتى اضطر للتنحّي إثر فتح تحقيق ضدّه بشبهات مماثلة.
في نهاية أبريل/نيسان الماضي، طلب وزير الدفاع هارجيت ساجان من المدّعية السابقة للمحكمة الجنائية الدولية لويز أربور إجراء تحقيق مستقلّ بشأن كيفية تعامل الجيش الكندي مع قضايا التحرّش الجنسي في صفوفه.