قالت صحيفة هارتس الإسرائيلية، الجمعة 11 يونيو/حزيران 2021، إن " مسيرة الأعلام" التي يعتزم المستوطنون تنفيذها في القدس الثلاثاء القادم ستمر من باب العامود، حيث سمحت الشرطة للمستوطنين بإقامة صلوات تلمودية ورقصات جماعية بالأعلام أمام أحد أبواب البلدة القديمة من المدينة المحتلة.
يشار إلى أن مسيرة المستوطنين الاستفزازية المسماة "مسيرة الأعلام" تم تأجيلها للمرة الأولى في أيار/مايو حينما أطلقت المقاومة صواريخها باتجاه القدس دعماً للاحتجاجات التي شهدتها المدينة طوال تلك الأيام ضد الاعتداءات الإسرائيلية واقتحام المسجد الأقصى، وتم تأجيلها بعد ذلك لعدة مرات على وقع تهديدات المقاومة.
بحسب الصحيفة، فإن الشرطة الإسرائيلية ستسمح للمستوطنين، الثلاثاء، إكمال مسيرتهم باتجاه الأحياء الفلسطينية وباب العامود وأزقة البلدة القديمة، على الرغم من اعتراض قدمه بعض القادة الأمنيين وسط تخوفات من أن تصعد المسيرة من حدة الاشتباكات مع الشبان الفلسطينيين وتوسع رقعة المواجهات لمدن فلسطينية أخرى.
يشار إلى أنه، الخميس، تحولت زيارة عضو الكنيست الإسرائيلي إيتمار بن غفير لمنطقة باب العامود إلى مواجهات واشتباكات بين الجنود والشبان الفلسطينيين انتهت باعتقال 10 منهم على الأقل وإصابة آخرين بشظايا قنابل صوتية.
إلغاء سابق للمسيرة
كانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت، الإثنين 7 يونيو/حزيران 2021، تراجعها عن الموافقة على المسيرة الضخمة التي كان ينوي المستوطنون القيام بها في مدينة القدس وأزقة بلدتها القديمة.
جاء ذلك بعد أن أصدرت الشرطة، الأحد، وخلافاً لتوصيات بعض القادة ومنهم وزير الجيش بيني غانتس، قراراً بالموافقة على تنظيم "مسيرة الأعلام" الخميس المقبل، والذي يستعد للمشاركة فيها آلاف المستوطنين المتطرفين.
قرار الشرطة الإسرائيلية لاقى استهجاناً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية، خصوصاً اليمينية، حيث هاجمت أحزاب يمينية الشرطة الإسرائيلية واتهمتها بالاستسلام لحماس.
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المنظمين قولهم في بيان أنهم يأسفون لقرار الشرطة، متأملين أن تتراجع عن قرارها الأخير.
تحذير من حماس
أطلق خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، تحذيراً وجهه إلى الوسطاء والعالم، قائلاً إن اقتراب مسيرة الأعلام من القدس فإن حركته تعرف كيف تلجم الاحتلال، مضيفاً: " إن عدتم عدنا".
وحذر الحية من العودة لما قبل 11 مايو/أيار، وهي لحظة إطلاق المقاومة الصواريخ نصرة للقدس، وإبطال مسيرة الأعلام الصهيونية.
وقال الحية عندما تصل المعركة للقدس فلا خطوط حمراء، موضحاً أن معركة سيف القدس كانت عنواناً لوحدة الشعب الفلسطيني.
المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس أبوعبيدة قال أيضاً إن الحركة تتابع عن كثب الأحداث في القدس و"المحاولات الاستفزازية للمستوطنين المتطرفين وقادتهم".
مسيرة الأعلام "الاستفزازية"
كانت منظمات يمينية إسرائيلية متطرفة قد دعت مؤخراً إلى المشاركة في مسيرة "استفزازية"، تعتزم تنظيمها بالقدس المحتلة، الخميس المقبل.
يُطلق على هذه المسيرة اسم "مسيرة الأعلام"، وتمر من خلال باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، وتمر عبر شوارع البلدة، وصولاً إلى حائط البراق، الذي يُطلق عليه الإسرائيليون اسم "حائط المبكى".
تنظيم المسيرة، التي يُرفع فيها الكثير من الأعلام الإسرائيلية، كان من المقرر الشهر الماضي، تزامناً مع الذكرى السنوية (بموجب التقويم العبري) لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي ظل التوتر الشديد الذي كان يسود مدينة القدس الشرقية وغيرها من المدن.