دعا البرلمان العربي، في بيان له، الخميس 10 يونيو/حزيران 2021، نظيره الأوروبي إلى "عدم إقحام نفسه" في الأزمة الثنائية بين المغرب وإسبانيا، وذلك على أثر إصداره بياناً يرفض فيه "استخدام السلطات المغربية للقاصرين في أزمة الهجرة إلى مدينة سبتة"، كما يأتي هذا الرد استجابةً لمطالب بدعم الرباط في أزمتها مع إسبانيا.
بيان البرلمان العربي يأتي بعد ساعات من تصويت نظيره الأوروبي على مشروع القرار، بموافقة 397 صوتاً ومعارضة 85.
بينما تشهد العلاقة بين الرباط ومدريد أزمة على خلفية استضافة إسبانيا إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، بـ"هوية مزيفة"، من أجل العلاج من فيروس كورونا، بين 21 أبريل/نيسان الماضي وأول يونيو/حزيران الجاري.
كما تصاعدت الأزمة عقب تدفق نحو 8 آلاف مهاجر غير نظامي بين 17 و20 مايو/أيار الماضي، من المغرب إلى مدينة سبتة الخاضعة لإدارة إسبانية، الأمر الذي أثار غضب مدريد.
تحولت لأزمة مع أوروبا
طالب البيان البرلمان الأوروبي بـ"الابتعاد عن اتخاذ أي مواقف، من شأنها أن تزيد حدة التوتر، وأن يدعو الطرفين إلى حل الأزمة في إطار ثنائي خالص".
كما قال إن الأزمة بين البلدين "قد تجد طريقها للتسوية بالطرق الدبلوماسية والتفاوض المباشر بينهما، دون وجود أي داعٍ لتحويلها إلى أزمة مع أوروبا".
وأكد البيان أن المملكة المغربية "أثبتت حرصها الشديد على تهدئة هذا التوتر، من خلال العديد من المبادرات البنّاءة ومنها ما يخص الهجرة غير النظامية".
الرباط تنتقد مدريد مجدداً
جاء ذلك على لسان وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، الأربعاء 9 يونيو/حزيران 2021، والذي قال إن إسبانيا تعمد إلى "الهروب إلى الأمام"، عبر محاولة إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة بين البلدين.
وزير الخارجية المغربي قال إن "إسبانيا تحاول أن تجعل الأزمة (القائمة بين البلدين) مع الاتحاد الأوروبي، وهذا الأمر لن يؤدي إلى حلها". وأضاف: "محاولات إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة مع إسبانيا، وجعل الهجرة محوراً لها لن تغير شيئاً، وهي هروب إلى الأمام".
كما تابع المسؤول المغربي قائلاً إنه لا يمكن لإسبانيا رفض الانفصال داخلياً (في إشارة إلى إقليم كتالونيا)، وتشجيعه في بلد جار (في إشارة إلى إقليم الصحراء).
بخصوص قضية الهجرة، قال بوريطة إن بلاده "لا يمكن أن تقبل تلقِّي الدروس من أحد"، مشيراً إلى أن "الأزمة مع إسبانيا لا تزال موجودة؛ لأن ما أدى إليها لا يزال قائماً".
كما لفت إلى أن بلاده تجمعها "علاقات جيدة مع الاتحاد الأوربي، وأن هذه العلاقات عرفت تطوراً".
أزمة حادة بين الرباط ومدريد
في 18 مايو/أيار الماضي، استدعت الرباط للتشاور سفيرتها في مدريد، كريمة بنيعيش، بعد أن استدعتها الخارجية الإسبانية؛ احتجاجاً على تدفق نحو 8 آلاف مهاجر غير نظامي من المغرب إلى مدينة سبتة خلال 4 أيام، في مايو/أيار، بحسب مدريد.
تقع مدينة سبتة في أقصى شمالي البلاد، وهي تحت الإدارة الإسبانية، وتعتبرها الرباط "ثغراً محتلاً" من طرف إسبانيا، التي أحاطتها بسياج من الأسلاك الشائكة بطول نحو 6 كم.
في مؤتمر صحفي، الشهر الماضي، اتهمت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبلز، المغرب بابتزاز بلادها واستغلال الأطفال، وذلك على خلفية التوترات بين البلدين في مدينة سبتة، وهو ما نفته الرباط.
المغرب يعيد القاصرين بأوروبا
فقد وجَّه العاهل المغربي محمد السادس، مطلع يونيو/حزيران الجاري، أمراً بـ"تسوية قضية القاصرين غير المرفوقين" الموجودين بشكل غير نظامي في دول أوروبية، لاسيما فرنسا وإسبانيا، وأسفر عن عودة عشرات القاصرين إلى المغرب.
ويبلغ عدد القاصرين المغاربة غير المرفوقين بأوروبا، خصوصاً في إسبانيا وفرنسا، نحو 20 ألفاً، بحسب جمعيات مغربية غير حكومية.
والأحد الماضي، أعرب رئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى للبرلمان) الحبيب المالكي، عن "دهشته وخيبة أمله" عقب إدراج مشروع قرار بالبرلمان الأوروبي حول "توظيف مزعوم للقاصرين من طرف السلطات المغربية" في أزمة الهجرة في سبتة.
وقال المالكي في تصريحات صحفية، إن "هذه المبادرة تتنافى تماما مع جودة التعاون القائم بين البرلمانين المغربي والأوروبي".