كشفت كاميرات مراقبة من داخل أحد سجون الاحتلال اعتداء "وحشياً" ضد الأسرى الفلسطينيين في فيديو ينشر لأول مرة ويوثق ما يعانيه المعتقلون من اضطهاد شبه يومي داخل السجون الإسرائيلية.
ووفق تحقيق صحفي، نشرته صحيفة هآرتس الخميس 10 يونيو/حزيران 2021، فإن الاعتداء الوحشي الموثَّق في الفيديو قد وقع في سجن النقب الصحراوي، بتاريخ 24 آذار/مارس 2019.
وفقاً للتقرير والفيديو، فإنه تم إلقاء 55 أسيراً مكبلاً، الواحد تلو الآخر، على الأرض، بعد أن تم الهجوم على الأسرى وإلقاء القنابل الصوتية والرصاص المطاطي تجاههم.
كما وثقت كاميرات المراقبة عدداً من السجانين يعتدون على الأسرى باللكمات والعصي والركلات، من دون استفزاز من جانب الأسرى. وبعد ذلك تم تجميع الأسرى وتكبيلهم وإلقائهم أرضاً في ساحة القسم، بين خيام السكن، حيث ضُربوا بالعصي.
بحسب هآرتس، فقد مُنع الأسرى من التحرك أو التكلم، وبقوا في هذا الوضع لساعات طويلة.
بحسب الصحيفة، فإنه تم نقل قرابة 15 أسيراً في المساء نفسه إلى مستشفى سوروكا، بينهم اثنان في حالة خطيرة"، جراء الاعتداء الوحشي.
الصحيفة نقلت عن مسؤول في سلطة السجون قوله إن هذا الاعتداء هو "أحد الأحداث الأكثر عنفًا ضد الأسرى".
وتعود الحادثة إلى اليوم الذي شهد فيه السجن أجواء متوترة بين الأسرى والسجانين على خلفية قرار سلطة السجون نصب أجهزة تكنولوجية بهدف منع محادثات يجريها الأسرى بهواتف نقالة، وهو ما انتهى بطعن أسير لسجانين، قبل أن تقتحم قوات مدججة قسم أسرى حماس.
شهادات حية من داخل القسم
ونقلت الصحيفة عن الأسير أمير سلوم (26 عاماً)، من شعفاط وقضى أربع سنوات في القسم نفسه في سجن النقب، قوله إنه "خلال عدة دقائق دخل سجانون من وحدة "متسادا" (وحدة خاصة تابعة لسلطة السجون) وبدأوا يطلقون علينا أعيرة حديدية، فيما هربنا إلى أطراف القسم".
قال سلوم: "قيدونا ولم يقاوم ذلك أي أحد، وعندها بدأوا بضربنا بالعصي. وألقوا بنا في مركز القسم كأننا لا شيء، وضربونا من دون أن نتمكن من الدفاع عن أنفسنا. كسروا حنكي وأسناني وأنفي".
ووصف أسير آخر في شكوى قدمها ممارسةَ السجانين عنفاً شديداً ضده، قائلا: "أحد السجانين ضربني بعصا، 7 – 8 مرات تقريباً. وكان يقول طوال الوقت: أأنت رجل كي تهاجم سجانين؟". بعد ذلك نُقل إلى الساحة الكبيرة في القسم فيما هو مكبل ويداه خلف ظهره.
وأضاف: "بقيت هكذا عدة ساعات. وبسبب الضرب، كُسرت 6 من أسناني وفُتح رأسي في 4 أماكن. وبعد ثلاث ساعات قيدونا أزواجاً وبقينا في هذا الوضع حتى الصباح. وأخذوا الفراش والملابس أيضاً، وهكذا بتنا ثلاثة أيام، من دون شيء. وبقيت رؤوسنا مطأطأة، وأي أحد رفع رأسه تلقى ضربات".
وأضاف أسير آخر في شكواه أن "السجانين استمروا بركلنا وضربنا طوال الوقت وكانوا يوجهون إلينا شتائم عنصرية. وقال أحد الضباط لهم: شوِّهوا وجوههم. وصرخ ضابط آخر: أريد دماء".
وفيما قدم 13 أسيراً شكاوى إلى الشرطة الإسرائيلية وطالبوا بإجراء تحقيق، إلا أن الشرطة زعمت أنها لم تنجح بالعثور على جميع السجانين الذين شاركوا في هذا الاعتداء، بادعاء أنه ليس بالإمكان التعرف على السجانين وفقاً لكاميرات المراقبة، وفقاً لما قالت الصحيفة.
فيما اعتبر ضابط التحقيقات، يهودا أهروني، في رسالة إلى النيابة العامة، أنه "جرى استخدام القوة من أجل لجم ووقف الشغب في السجن".