خطط فرنسية لتقوية “نفوذها اللغوي” بأوروبا.. تسعى لجعل الفرنسية “اللغة المشتركة” بدلاً من الإنجليزية

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/09 الساعة 10:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/09 الساعة 10:49 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - رويترز

تخطط فرنسا لجعل اللغة الفرنسية "لغة العمل" الرسمية في الاتحاد الأوروبي لتحل محل اللغة الإنجليزية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتولِّي باريس رئاسة المجلس العام المقبل، حسب ما كشفه أحد الدبلوماسيين لصحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 8 يونيو/حزيران 2021.

الصحيفة البريطانية أوضحت أنه بحسب تقرير نُشر في موقع Politico، تخطط فرنسا لاستخدام رئاستها الأولى للمجلس منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) لدفع لغة موليير كي تكون "اللغة المشتركة" في العاصمة الأوروبية، بروكسل.

تكريس اللغة الفرنسية في الاجتماعات

في حديث مع الموقع، قال دبلوماسي فرنسي كبير: "حتى إذا اعترفنا أن الإنجليزية هي لغة العمل وأنها تمارَس على نطاق شائع، فإن أساس تعبير المرء عن نفسه بالفرنسية يبقى مطبقاً بالكامل في مؤسسات الاتحاد الأوروبي".

أضاف الدبلوماسي الفرنسي قائلاً: "يجب علينا إثراؤها وإحياؤها مرة أخرى كي تكسب اللغة الفرنسية أرضية بحق، وفوق كل هذا، من أجل حس وفخر التعددية اللغوية".

كما قال الدبلوماسي إن جميع الاجتماعات رفيعة المستوى في المجلس -وهو هيئة تساعد في وضع الأجندة السياسية في بروكسل- سوف تُجرى بالفرنسية بدلاً من الإنجليزية خلال رئاسة فرنسا المستمرة لـ 6 أشهر. 

إضافة إلى أن مذكرات ومحاضر الجلسات سوف تكون كذلك "بالفرنسية أولاً" وسوف يتوقع المجلس أن تكون جميع الخطابات من مفوضية الاتحاد الأوروبي مكتوبة بالفرنسية. 

الدبلوماسي الفرنسي الذي لم يُذكر اسمه قال: "سوف نطلب دوماً من المفوضية أن تكون الرسائل التي تريدها أن تخاطب السلطات الفرنسية مكتوبة باللغة الفرنسية، وإذا فشلوا في ذلك فسوف ننتظر النسخة الفرنسية قبل إرسالها".

بعد أن تراجعت لصالح الإنجليزية

تأتي رئاسة فرنسا بدءاً من يناير/كانون الثاني حتى يونيو/حزيران من العام القادم، لتكون المهمة الأولى لها لتولِّي مسؤولية المجلس منذ عام 2008، عندما كان نيكولا ساركوزي رئيساً للبلاد.

إذ أعرب وزراء ماكرون عن اهتمام كبير بدفع اللغة الفرنسية كي تكون "بديلة" للإنجليزية على صعيد الاستخدام الرسمي في بروكسل، ولا سيما بعد مغادرة المملكة المتحدة من الكتلة الأوروبية.

وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي، كليمنت بون، ووزير الخارجية الفرنسية، جان بابتيست ليموين، في أبريل/نيسان قالا إن الرئاسة خلقت "فرصة للتمسك بهذه المعركة الحيوية من أجل التعددية اللغوية".

في مقال نُشر في صحيفة Le Figaro الفرنسية، قالا إن استخدام اللغة الفرنسية في بروكسل "تقلص وحلت محله اللغة الإنجليزية، وأحياناً اللغة الإنجليزية العالمية، وهي بديل اللغة الإنجليزية التي تضيق نطاق أفكار المرء، وتقيد قدرة المرء أو المرأة على التعبير عن نفسه أو نفسها".

توترات متواصلة بين الاتحاد وبريطانيا

تأتي هذه الخطوة بينما تتصاعد التوترات مرة أخرى بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي حول تطبيق ترتيبات بروتوكول أيرلندا الشمالية، المنصوص عليه في اتفاق بريكست العام الماضي.

من المنتظر اليوم الأربعاء 9 يونيو/حزيران، أن يلتقي ديفيد فروست، كبير مفاوضي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع نائب رئيس المفوضية البريطانية، ماروس سيفكوفيتش، لمناقشة الخلاف المستمر في لندن. وكان اللورد فروست قد ادّعى في حديث له أن الوقت "بدأ ينفد" من عملية إصلاح المشكلات التجارية في الإقليم.

قال مجتبى الرحمن، محلل شؤون البريكست المرموق ومدير أوراسيا غروب يوروب، إن هناك الآن "إجماعاً قوياً في عموم الاتحاد الأوروبي بأن فروست هو المشكلة".

كما أضاف أن قادة الاتحاد الأوروبي يأملون استخدام اللقاءات التي تُعقد على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبعة (G7) في كورنوال "لمقابلة بوريس جونسون مباشرة" وإقناعه بمزايا الصفقة التوفيقية حول تشريعات تيسير عمليات الفحص.

تحميل المزيد