اتهامات متبادلة بالخيانة بين مرشحي الرئاسة الإيرانية.. أجواء متوترة في أول مناظرة لهم

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/06 الساعة 05:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/06 الساعة 05:20 بتوقيت غرينتش
مرشحو الانتخابات للرئاسة في إيران - رويترز

تبادل المرشحون للانتخابات الرئاسية في إيران والمقررة هذا الشهر، الانتقادات الحادة في مناظرة جمعتهم، السبت 5 يونيو/حزيران 2021، واتهم كل منهم الآخر بالخيانة أو الافتقار إلى الكفاءة العلمية اللازمة لإدارة اقتصاد أوهنته العقوبات الأمريكية المفروضة منذ ثلاث سنوات.

المناظرة شهدت هجوماً من المرشحين المحافظين الخمسة لأداء الرئيس المعتدل المنتهية ولايته حسن روحاني بعد ثماني سنوات في السلطة، بينما ألقى المرشح المعتدل الرئيس السابق للبنك المركزي عبدالناصر همتي باللائمة على غلاة المحافظين في إذكاء التوتر مع الغرب، والذي قال إنه أدى إلى تفاقم المصاعب الاقتصادية الإيرانية.

تُعد هذه المناظرة هي الأولى من بين ثلاث مناظرات استعداداً للانتخابات المزمعة في 18 يونيو/حزيران الجاري، واتهم رئيس الحرس الثوري السابق محسن رضائي المرشح المعتدل همتي "بالرضوخ الكامل" للعقوبات الأمريكية، وقال إنه ينبغي أن يواجه اتهامات بالخيانة.

رضائي أضاف في المناظرة التي استمرت ثلاث ساعات ونقلها التلفزيون: "إذا أصبحتُ رئيساً سأفرض حظراً على همتي وعدد آخر من المسؤولين بحكومة روحاني، وأمنعهم من مغادرة البلاد، وسوف أثبت في المحكمة الأدوار الخائنة التي قاموا بها".

بعد تصريحات رضائي توجه همتي بسؤال لأبرز المرشحين المحافظين ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي وهو يقول مازحاً: "سيد رئيسي هل تعطيني ضمانات بعدم اتخاذ إجراء قضائي ضدي بعد هذه المناظرة؟".

استعدادات لانتخابات الرئاسة الإيرانية في العاصمة طهران – رويترز

انتقاد للمحافظين

وفي ظل قرار مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون بمنع مرشحين معتدلين ومحافظين بارزين من خوض الانتخابات، من المرجح أن يشهد التصويت إقبالاً ضعيفاً بشكل قياسي، وسوف يخوض السباق سبعة مرشحين هم خمسة ما بين محافظين متشددين وأقل تشدداً، ومعتدلان غير بارزين.

المعلمة المتقاعدة فاريبا سيمساري من مدينة رشت بشمال البلاد، قالت: "شاهدت المناظرة، والآن أصبحت متأكدة أكثر من أنني لن أدلي بصوتي".

لكن صحفياً في طهران قال لوكالة رويترز طالباً عدم ذكر اسمه: "همتي حظي بتأييد بين الأشخاص الذين لم يكونوا ليصوتوا لولا هذه المناظرة. ومن بين أمور أخرى فإن تحركه للاستعانة بزوجته المفوهة لتمثيله في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أثار إعجاب بعض النساء".

كان همتي قد اتهم خلال المناظرة غلاة المحافظين بأنهم وراء عزلة إيران على الساحة الدولية وتقويض اقتصادها، الذين يهيمنون على قطاعات واسعة، منها مؤسسات ضخمة يديرها المحافظون.

أضاف همتي، وهو أستاذ في علم الاقتصاد: "لقد أغلقتم اقتصادنا واتصالاتنا الخارجية… أطالبك أنت وأصدقاءك: أرجوكم أتركوا اقتصادنا وعندئذ سيتحسن الاقتصاد الإيراني بكل تأكيد".

من جانبه، قال المرشح المعتدل محسن مهر علي زادة، إن الاقتصاد لا يمكن أن يديره أولئك الذين يحملون فقط شهادات تقليدية في العلوم الدينية مثل رئيسي.

أضاف علي زادة، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الإدارة المالية: "كل ما لديك 6 سنوات من التعليم التقليدي، ومع احترامي لدراساتك الدينية لابد أن أقول إن المرء لا يمكنه أن يدير الاقتصاد ويرسم الخطط للدولة بهذا القدر من التعليم".

كذلك هاجم رئيسي حكومة روحاني بسبب التضخم المتسارع والهبوط السريع في قيمة العملة الإيرانية، ورفض تعليقات همتي والمعتدلين الآخرين، الذين يلقون باللائمة على العقوبات الأمريكية في تفاقم المصاعب الاقتصادية في إيران، والذين يقولون إنه بدون حسن الإدارة لكان البلد في وضع أسوأ بكثير.

بعد المناظرة طلب علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة من التلفزيون الرسمي، إتاحة الفرصة للحكومة للرد على "الاتهامات والافتراءات" التي أثيرت ضدها من جانب بعض المرشحين.

من المرجح أن تعزز الانتخابات سلطة الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي المقرب من المحافظين، في وقت تحاول فيه طهران و6 قوى عالمية إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن قبل 3 أعوام.

تحميل المزيد