قالت هيئة فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى، السبت 5 يونيو/حزيران 2021، إن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل نحو مليون فلسطيني منذ "النكسة" (1967)، بينهم 226 أسيراً استشهدوا داخل سجونه.
إذ يوافق السبت (5 يونيو/حزيران)، الذكرى السنوية الـ54 لما يُعرف عربياً باسم "النكسة"، أو حرب عام 1967، التي انتهت بهزيمة إسرائيل للجيوش العربية، واحتلالها مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية والمصرية والسورية.
رغم مرور هذه السنوات الطوال على الحرب، فإن تداعياتها لا تزال مستمرة، حيث تواصل إسرائيل احتلالها الضفة الغربية وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان السورية، رغم صدور قرارات دولية عن مجلس الأمن، تطالبها بالانسحاب منها.
اعتقال وتعذيب الأسرى في سجون الاحتلال
أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان بأن "عدد حالات الاعتقال في صفوف الفلسطينيين منذ النكسة في الخامس من حزيران 1967 بلغ نحو مليون".
كما ذكرت الهيئة أن من حالات الاعتقال نحو 17 ألفاً من الفتيات والنساء والأمهات، وما يزيد على 50 ألف حالة من الأطفال.
أضافت أن جميع من مرّوا بتجربة الاعتقال، من الفلسطينيين تعرضوا على الأقل "لشكل من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والمعاملة القاسية".
تابعت أن أكثر من 54 ألف قرار اعتقال إداري صدر بحق معتقلين "ما بين قرار جديد وتجديد للاعتقال الإداري". والاعتقال الإداري حبس بأمر عسكري إسرائيلي دون لائحة اتهام، لمدة تصل 6 أشهر، قابلة للتمديد.
بينت الهيئة أنه "منذ 5 حزيران 1967 ارتقى نحو 226 أسيراً شهداء في سجون الاحتلال؛ 73 منهم نتيجة التعذيب، و71 بسبب الإهمال الطبي، و75 نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال، و7 بعد إصابتهم بالرصاص وهم داخل السجون".
فيما أشارت إلى وفاة المئات بعد الإفراج عنهم بفترات قصيرة "متأثرين بأمراض ورثوها من السجون جراء التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة".
بينما تعتقل إسرائيل حالياً نحو 4650 فلسطينياً، بينهم 39 سيدة، ونحو 180 قاصراً، حسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، فيما بلغ عدد المعتقلين إدارياً نحو 500، بحسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.
ذكرى "النكسة" التي هُزم فيها العرب
اندلعت الشرارة الأولى للحرب، بعد إقدام سلاح الجو الإسرائيلي على شن هجوم مباغت على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، 5 يونيو/حزيران 1967. واستغرقت هذه الحرب، التي نتجت عنها هزيمة الجيوش العربية، 6 أيام.
أطلقت إسرائيل على هذه الحرب اسم "الأيام الستة"، وذلك من باب التفاخر بالمدة الزمنية القصيرة التي هزمت خلالها الجيوش العربية.
يقول مؤرخون عرب إن إسرائيل استغلت عدة أمور، لتبرير شنها للحرب، ومنها إغلاق مصر "مضايق تيران" بالبحر الأحمر في وجه الملاحة الإسرائيلية، وهو الأمر الذي اعتبرته "إعلاناً مصرياً رسمياً للحرب عليها"، وذلك في 22 مايو/أيار 1967.
فيما انتهت حرب 1967 عسكرياً التي تعرف بـ"النكسة"، لكن تبعاتها السياسية والجغرافية لم تنتهِ بعد، حيث تواصل إسرائيل احتلال الضفة الغربية، ومحاصرة قطاع غزة، إلى جانب ضم القدس والجولان لحدودها، والمضيّ في المشاريع الاستيطانية بمدينة القدس.
بحسب تقارير فلسطينية، فإن إسرائيل تستولي على 85% من أراضي فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، وتواصل نهب مقوماتها، فيما لم يتبق للفلسطينيين سوى 15% فقط، وتخضع للاحتلال الإسرائيلي. كما أدت الحرب إلى مقتل نحو 20 ألف عربي، و800 إسرائيلي.
فيما دمّرت إسرائيل خلال الحرب، وفق دراسات تاريخية، ما يقدّر بنحو 70 إلى 80% من العتاد العسكري في الدول العربية، فيما لحق الضرر بنحو 2 إلى 5% من عتادها العسكري.
خلال الأيام الستة، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية وجنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية. وترتب على "النكسة"، وفق إحصائيات فلسطينية، تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة؛ معظمهم نزح إلى الأردن.