انتابت حالة من الذهول عائلة في جنوب الهند حينما عادت إلى منزلهم امرأة من ذويهم كان يفترض أنها توفيت جراء إصابتها بفيروس كورونا، وأن جثمانها قد حُرق في في 15 مايو/أيَّار.
موثيالا جيريجاما، التي يُعتَقَد أنها في الستينيات من عمرها من مدينة فيجاياوادا بولاية أندرا براديش الهندية، عادت الأربعاء 2 يونيو/حزيران 2021، من المستشفى بعد أكثر من أسبوعين من حرق عائلتها ما افترضوا أنه جثمانها في 15 مايو/أيَّار.
هذا ما تسبب بذهول للعائلة التي كانت تنتحب على وفاة السيدة، حسبما قالت صحيفة The Independent البريطانية.
العائلة تسلمت جثة وحرقتها
تشير الصحيفة إلى أن زوج السيدة، موكتيالا غادايا، قد ذهب إلى المستشفى للاطمئنان عليها، لكنه لم يجدها في جناح المستشفى المُخصَّص لمرضى كوفيد-19.
سأل الزوج العاملين بالمستشفى عن زوجته، ليخبره الطبيب المناوب أن يتسلم جثة زوجته من المشرحة، وفقاً لصحيفة India Today.
وفي الوقت الذي تتضارب التقارير حول مَن أخبر العائلة في المستشفى بذلك ومتى، فإن غادايا يقول إنه تسلم شهادة وفاة زوجته من إدارة المستشفى وذهب لتسلم جثتها.
في المشرحة، كانت جميع الجثث مغطَّاةً بأكياس الموتى، وظلَّ العاملون على مسافةٍ تفصلهم عن الجثث نظراً للبروتوكولات المُتَّبَعة للتعامل مع ضحايا الفيروس.
لم ير غادايا وجه زوجته، لكنه تعرَّف عليها باعتبارها جثة امرأةٍ مُسِنَّة، وطلب من السلطات تسلمها. أعاد الجثة إلى قريته، وأحرقت العائلة الجثة في اليوم نفسه، لم يفتح أحدٌ الكيس في القرية، كما هو معتاد، خوفاً من الإصابة بالفيروس.
وأفاد مصدر إعلامي محلي أنه بعد ذلك عادت جيريجاما إلى المنزل من المستشفى، سرعان ما أدرك أفراد العائلة أنهم أحرقوا جثة شخصٍ آخر.
كورونا في الهند
وأعلنت الهند الجمعة تسجيل 132364 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في حين زادت الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس بواقع 2713.
وقالت وزارة الصحة إن العدد الإجمالي للإصابات بلغ 28.6 مليون وعدد الوفيات 340702.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه لجنة علماء بالحكومة الهندية في تقرير من أن سلالة فيروس كورونا التي اكتُشفت أول مرة في الهند شديدة العدوى وقد يتأثر بها من سبق له الإصابة بالمرض أو من لم يتلقَّ جرعة التطعيم كاملة.
وقال باحثون باتحاد علم الوراثة (سارس-كوف-2) والمركز الوطني لمكافحة الأمراض إن السلالة التي أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية (سلالة دلتا) تنقل العدوى بنسبة تزيد على 50% عما تنقله سلالة كورونا المكتشفة في بريطانيا.
وحذروا من أن "الإصابات السابقة.. والتطعيمات الجزئية لا تشكل عقبات كافية في انتشارها، كما حدث في دلهي، وهناك حاجة لتحرك قوي فيما يخص الصحة العامة على مستوى العالم لاحتوائها".
وانخفضت الإصابات باطراد في المدن الهندية الكبرى في الأسابيع الماضية، لكن المناطق الريفية لا تزال تواجه موجة ثانية بالغة الخطورة من العدوى.
وحذر خبراء من أن البلاد في حاجة لتسريع وتيرة التطعيم للحيلولة دون زيادة الإصابات مستقبلاً بين السكان الذين يتجاوز عددهم 1.3 مليار نسمة.