تظاهر الآلاف من لاجئي الروهينغا، الثلاثاء 1 يونيو/حزيران 2021؛ احتجاحاً على الحراس، حيث طالبوا بالسماح لهم بمغادرة جزيرةٍ نائية ومُعرَّضة للفيضانات قبالة بنغلادش، في ظلِّ تقارير عن تعرُّضهم للضرب والانتهاكات على يد السلطات، وذلك بعد أن تم وضعهم في هذه الجزيرة المعرضة للأعاصير والفيضانات والكوارث البيئية.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 2 يونيو/حزيران 2021، فقد ألقى اللاجئون الطوب والحجارة على الشرطة، وتحطَّمت نوافذ بعض البنايات، بعد أن احتجَّ نحو 4 آلاف شخص على الأوضاع في جزيرة بهاسان شار بخليج البنغال، والتي تحوَّلَت إلى مركزٍ للاجئين في مواجهة اعتراضات المنظمات الإنسانية.
يحاولون الفرار
تزامنت الاحتجاجات مع زيارةٍ لمسؤولين من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتقييم الأوضاع في الجزيرة، التي نُقِلَ إليها 18 ألف لاجئ من الروهينغا في ميانمار من مخيَّماتٍ بالبرِّ الرئيسي لبنغلاديش.
تقول الشرطة إنها ألقت القبض على ما لا يقل عن 49 من الروهينغا، بينهم نساء وأطفال، أثناء محاولتهم الهروب إلى المخيمات في البرِّ الرئيسي لبنغلاديش.
كما يُعتقد أن المئات غيرهم هربوا خفيةً، وأن كثيراً منهم دفعوا أموالاً للصيادين البنغلاديشيين.
من جانبها، أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش، في أبريل/نيسان الماضي، بأن قوات الأمن البنغلاديشية اعتدت بالضرب على ما لا يقل عن 12 لاجئاً كانوا يحاولون الفرار.
انتهاكات مستمرة
في السياق نفسه، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تشعر بـ"قلقٍ عميق" إزاء التقارير عن وقوع إصابات.
وادعى قائد الشرطة المحلية، ألامجير حسين، الثلاثاء، أن "الروهينغا الموجودين هناك أصبحوا جامحين لحظة وصول ممثِّلي المفوضية بالطائرة المروحية اليوم"، وأضاف أنهم "حطَّموا نوافذ المستودعات بإلقاء الحجارة… مطلبهم هو أنهم لا يريدون العيش هنا".
بينما قالت المفوضية في بيانٍ لها: "نشعر بقلقٍ عميق بعد التقارير عن لاجئين أُصيبوا خلال أحداث اليوم في الجزيرة. ونأسف لأن من بين المتضرِّرين أطفالاً ونساء، حسبما ورد".
كما أضافت المفوضية: "إن سلامة اللاجئين هي أولويتنا الرئيسية، ونحن نواصل السعي بشكلٍ عاجلٍ للحصول على معلوماتٍ إضافية عن حالة المتضرِّرين، ونحثهم على تلقي المساعدة الطبية المناسبة".
جزيرة معرضة للخطر
تقع الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 13 ألف فدان، على بُعدِ ساعتين بالقارب السريع من مدينة شيتاغونغ، وقد برزت إلى السطح بالأساس من الطمي والضفاف الرملية منذ نحو 15 عاماً.
في الماضي، كانت تُعرَف باسم منتجع القراصنة، وغمرتها المياه في كثيرٍ من الأحيان أثناء موجات المد في الربيع.
يحدث هذا، في الوقت الذي تواجه فيه بنغلادش أزمة لاجئي الروهينغا، البالغ عددهم 750 ألفاً من المسلمين الذين طُرِدوا من ميانمار في عام 2017، إضافةً إلى مئات الآلاف الذين فروا سابقاً على مدار عقودٍ من الاضطهاد.
وفي محاولةٍ لتخفيف المشكلة، أنفقت بنغلادش 250 مليون جنيه إسترليني (نحو 353 مليون دولار) على بناء المخيم، وسدٍّ لمنع الفيضانات، و120 "قرية عنقودية".
وبدأت أولى عمليات النقل الجماعي للاجئين إلى الجزيرة في ديسمبر/كانون الأول، وتهدف الخطة إلى إعادة توطين 100 ألف شخص هناك.
بينما تقول منظماتٌ حقوقية إن السلطات البنغلادشية استخدمت الرشاوى والتهديدات؛ لإجبار الروهينغا على الانتقال إلى جزيرة بهاسان شار، على الرغم من نداءات الأمم المتحدة للسماح بإجراء تقييم مستقل للأوضاع هناك.