استدعت وزارة الخارجية الفلسطينية، الثلاثاء 1 يونيو/حزيران 2021، سفراء 4 دول أوروبية، وسلمتهم رسائل احتجاج على تصويت بلدانهم سلباً على مشروعات قرارات دولية تتعلق بالقضية الفلسطينية.
حيث قامت وكيلة الوزارة، أمل جادو شكعة، باستدعاء سفراء كل من بريطانيا والنمسا والتشيك وبلغاريا، في أعقاب تصويت دولهم السلبي على قرارات تتعلق بفلسطين في مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وفق بيان للخارجية.
كان مجلس حقوق الإنسان قد صوّت، الخميس 27 مايو/أيار 2021، لصالح فتح تحقيق دولي في انتهاكات مزعومة خلال مواجهة عسكرية، استمرت 11 يوماً، بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
فيما وافقت الدورة الـ74 لمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء 26 مايو/أيار الماضي، على مشروع قرار لتوفير دعم للنظام الصحي الفلسطيني والبنية التحتية الأساسية، وتوفر اللقاحات والأدوية والمستلزمات الطبية من جانب المنظمة.
"صدمة القيادة الفلسطينية"
في هذا الإطار، أوضحت الخارجية الفلسطينية أن "شكعة" عبّرت للسفراء الأربعة عن "صدمة القيادة الفلسطينية من هذا التصويت، الذي يشكّل ضوءاً أخضر لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، للإمعان في عدوانها وانتهاكاتها الممنهجة على حقوق الشعب الفلسطيني".
"شكعة" أضافت أن "هذا يعزز ثقافة الإفلات من العقوبة، ويعطي إسرائيل المجال لترسيخ احتلالها، والمضي في ارتكابها لجريمتي الأبارتهايد (الفصل العنصري) والاضطهاد، اللتين تشكّلان جرائم ضد الإنسانية، وفقاً للقانون الدولي".
كما طالبت وكيلة وزارة الخارجية الفلسطينية، السفراء المُشار إليهم بتقديم توضيحات من وزاراتهم حول تصويت دولهم السلبي، وسلمتهم رسائل احتجاج من وزير الخارجية الفلسطيني إلى نظرائه في هذه الدول، مؤكدة "ضرورة اجتثاث مسببات الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني، بإنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي طويل الأمد للأرض الفلسطينية"، بحسب البيان.
بخلاف ذلك، أفادت الخارجية الفلسطينية أيضاً بأنه سيتم استدعاء السفير الألماني، الخميس 3 يونيو/حزيران الجاري.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 289 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.