الأمم المتحدة تدخل على خط الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا.. دعت لـ”حوار مفتوح” بينهما

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/01 الساعة 18:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/01 الساعة 18:38 بتوقيت غرينتش
ملك المغرب محمد السادس، وملك إسبانيا (أرشيف)

أصدرت منظمة الأمم المتحدة، الثلاثاء 01 يونيو/حزيران 2021، أول تعليق لها حول الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، إذ حثت كل من الرباط ومدريد على "إجراء حوار مفتوح بهدف حل جميع القضايا العالقة بينهما"، وذلك بعد التصعيد المتزايد للأزمة بين البلدين، زاد من حدتها ملف الهجرة.

الموقف الأممي، عبَّر عنه المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عقده في المقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.

وقال دوجاريك: "عندما يكون هناك توتر بين أي دولتين من الدول الأعضاء في هذه المنظمة (الأمم المتحدة) مثل ما نشهده بين المغرب وإسبانيا حالياً، فإننا دائماً نحث على إجراء حوار مفتوح بينهما لحل كل المشاكل العالقة".

في السياق نفسه، ورداً على أسئلة الصحفيين بشأن موقف الأمين العام أنطونيو غوتيريش من مستقبل إقليم الصحراء المتنازع عليه بين المغرب و"البوليساريو"، قال دوجاريك: "موقفنا من ملف الصحراء هو الموقف المنصوص عليه ذاته في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وتظل هذه القرارات هي المرشد لنا في هذا الموضوع". 

وتحث قرارات مجلس الأمن المتعلقة بإقليم الصحراء "جميع الأطراف على العمل لإيجاد حل سياسي واقعي للنزاع".

تطور جديد في الأزمة بين البلدين

الإثنين 31 مايو/أيار 2021، وجَّه المغرب اتهامات جديدة لإسبانيا، في فصل جديد من الأزمة التي اندلعت بين البلدين منذ أسابيع، إذ قالت الرباط إن إسبانيا تتخذ موضوع الهجرة ذريعةً للتهرب من الأسباب الحقيقية للأزمة بينهما، معتبرةً أن "الثقة بين البلدين" قد انهارت بسبب "عداء مدريد للقضايا المصيرية للمغرب".

موقف الرباط الجديد جاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية، رداً على تصريحات لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز، جاء فيه أن "المغرب أكد في عدة مناسبات، أن الأزمة بين البلدين غير مرتبطة بمسألة الهجرة".

وكان سانتشيز قد وصف تصرفات المغرب خلال الأزمة الحدودية قبل أسبوعين، عندما عبَر آلاف الطامحين للهجرة إلى جيب سبتة الإسباني في شمال إفريقيا، بأنها غير مقبولة وهجوم على الحدود الوطنية.

انهيار الثقة 

جاء في بيان الخارجية المغربية أن تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية "مثيرة للاستغراب"، وأن جميع تصريحات المسؤولين والدبلوماسيين المغاربة "لم تتطرق إلى مسألة الهجرة".

وزارة الشؤون الخارجية المغربية ذكرت، الإثنين، عشية مثول إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو التي تسعى إلى استقلال الصحراء عن المغرب، أمام المحكمة العليا الإسبانية: "أنها لا ترى في مثول أو عدم مثول المدعو غالي أمام المحكمة أساس الأزمة الخطيرة التي تعصف حالياً بالعلاقات بين البلدين".

قال البيان إن "جذور المشكلة في الواقع تتمثل بالثقة التي انهارت بين الشريكين.. الأصول الحقيقية للأزمة تعود للدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة".

وأكد البيان أن "هذه الأزمة غير مرتبطة باعتقال شخص أو عدم اعتقاله، لم تبدأ الأزمة مع تهريب المتهم إلى الأراضي الإسبانية ولن تنتهي برحيله عنها، الأمر يتعلق بثقة واحترام متبادل جرى العبث بهما وتحطيمهما".

مواقف عدائية 

كما قال البيان إن قضية غالي "كشفت المواقف المناوئة والاستراتيجيات العدائية لإسبانيا تجاه مسألة الصحراء المغربية، وكشفت تواطؤ جارنا الشمالي مع خصوم المملكة للنيل من وحدة أراضيها".

وكانت إسبانيا قد استقبلت غالي في 17 أبريل/نيسان الماضي، على أراضيها "لأسباب إنسانية بحتة" تتعلق بالعلاج من آثار الإصابة بفيروس كورونا.

بينما تتهم غالي جمعيات حقوقية صحراوية بارتكاب جرائم حرب، في حين يقول المغرب إن غالي دخل إلى الأراضي الإسبانية "خلسة" و"بوثائق مزورة".

بيان الخارجية المغربية، قال إن إسبانيا "أقدمت بالفعل على تهريب شخص متابَع قضائياً إلى أراضيها خلسةً وبطريقة غير شرعية، وذلك لأجل حمايته من المتابعة القضائية على جرائم ارتُكبت جزئياً على الأراضي الإسبانية".

يذكر أن المغرب استرجع إقليم الصحراء الغني بالثروات السمكية والفوسفات ويعتقد أن به مكامن نفطية إليه من الاستعمار الإسباني في عام 1975، لتتأسس جبهة البوليساريو عام 1976 وتطالب بانفصال الإقليم عن المغرب.

وحملت الجبهة السلاح في وجه المغرب مدعومة من الجزائر، ولم تتوقف الحرب إلا في عام 1991 عندما تدخلت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

مدريد لن تعتقل زعيم البوليساريو

إذ رفضت المحكمة الإسبانية العليا، الثلاثاء، طلباً من الادعاء العام باحتجاز زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، قائلة إن رافعي الدعوى في قضية جرائم حرب لم يقدموا أدلة تظهر مسؤوليته.

ويعالج غالي في مستشفى في لوغرونو في شمال إسبانيا بعد ثبوت إصابته بمرض كوفيد-19.

كما ذكرت وثيقة قضائية أن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وأفراداً من الصحراء الغربية يتهمون غالي وآخرين من زعماء البوليساريو بارتكاب إبادة جماعية وقتل وإرهاب وتعذيب والضلوع في عمليات اختفاء قسري. وقال محامي غالي إن موكله ينفي ارتكاب أي مخالفات.

تحميل المزيد