وصل رئيس جهاز المخابرات المصرية، عباس كامل إلى قطاع غزة، الإثنين 31 مايو/أيار 2021، بهدف تعزيز وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة وإسرائيل، فيما جددت حركة حماس رفضها الربط بين إعمار ما دمرته إسرائيل بحربها الأخيرة على القطاع وبين تبادل الأسرى.
كامل اجتمع مع قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع، برئاسة رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر فلسطيني مطلع -لم تذكر اسمه- أن زيارة "كامل" ستستغرق عدة ساعات، سيبحث خلالها ثلاثة ملفات رئيسية مع قيادة حركة حماس.
أشار المصدر إلى أن "تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، سيتصدر مباحثات كامل، إلى جانب ملف إعادة الإعمار لما دمرته الحرب الإسرائيلية، فضلاً عن قضية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها كامل قطاع غزة منذ توليه المنصب في 2018، وسبق لسلفه، خالد فوزي، زيارة غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2017، في إطار جهوده "لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام".
نائب السنوار، خليل الحيّة، قال في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، إنه تمت مناقشة عدة ملفات "أهمها ضرورة إلزام الاحتلال بوقف عدوانه في غزة والقدس والشيخ جراح وجميع أماكن فلسطين ولجم المستوطنين عن أبناء شعبنا، ورفع الحصار عن غزة بالكامل".
أضاف الحية أن المباحثات ناقشت أيضاً "ترتيب البيت الفلسطيني والاتفاق على استراتيجية للوقوف أمام العالم برؤية استراتيجية لانتزاع حقوقنا"، مشيراً إلى أن الاجتماع تناول أيضا قضية إعادة إعمار غزة، عقب العدوان الأخير.
لفت المتحدث إلى أن "حماس" "ترحب بكل جهود إعمار البيوت المدمرة والأبراج والمزارع والبنية التحتية، وسنكون مساهمين وداعمين لهذه الجهود".
ملف تبادل الأسرى
وأكد الحية أن حركة "حماس" ترفض ربط ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل بملفات إعادة الإعمار والتهدئة، مؤكداً أن مصر تتفهم موقفها في هذا الشأن.
في هذا السياق، أضاف الحية أن ملف تبادل الأسرى ملف مستقل عن كل الملفات، قائلاً: لا نقبل ربطه بها، نحن قطعنا شوطاً في اللقاءات قبل العدوان، لكن الاحتلال ليس جاداً حتى الآن (في إبرام صفقة تبادل)، وإذا كان جاداً يمكن أن نمضي فيه بشكل سريع".
رأى الحية أن حركة "حماس" في ظروف أفضل، وقال إن مصر لديها أوراق جديدة للضغط على الاحتلال.
كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال في بيان أمس الأحد، إنه طرح خلال اللقاء مع رئيس المخابرات المصرية، إعادة أسرى ومفقودين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن.
من جهتها، تحتفظ حركة "حماس" بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، والآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
كان كامل قد عقد أمس الأحد اجتماعين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحث خلالهما "آخر مستجدات جهود التهدئة وإعادة إعمار قطاع غزة".
يُشار إلى أن القضية الفلسطينية تشهد حالياً حراكاً نشطاً، في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ضمن مساعي أمريكا والوسطاء الإقليميين لتثبيت وقف إطلاق النار، الذي بدأ فجر الجمعة 21 مايو/أيار 2021.
وكانت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على القطاع، براً وجواً وبحراً، قد أسفرت عن استشهاد 255 فلسطينياً، بينهم 66 طفلاً، و39 سيدة، و17 مُسنّاً، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1948 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت بأنها شديدة الخطورة.