في الوقت الذي أكدت فيه إيران إحراز "تقدم" في محادثات فيينا، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الإثنين 31 مايو/أيار 2021، أن طهران تواصل خرق كثير من القيود المنصوص عليها ضمن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عام 2015 بين إيران والقوى الدولية.
حيث أظهر تقرير ربع سنوي صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران لم تفسر سبب وجود آثار لليورانيوم المعالج في عدد من المواقع غير المعلن عنها، الأمر الذي قد يجدد المواجهة الدبلوماسية بين طهران والغرب ويعرقل المحادثات النووية.
وفق هذا التقرير الذي يشمل فترة الأشهر الثلاثة الأخيرة، قال رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة: "بعد أشهر عديدة، لم تقدم إيران التفسير اللازم لوجود جزيئات المواد النووية في أي من المواقع الثلاثة التي أجرت الوكالة فيها عمليات تفتيش تكميلية".
كانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد تخلت قبل ثلاثة أشهر عن خطة كانت الولايات المتحدة تدعمها لانتقاد إيران في مجلس محافظي الوكالة، الذي يضم 35 دولة، بسبب عدم تقديمها تفسيراً كاملاً لمصدر الجزيئات. وجاء تراجع الدول الثلاث مع إعلان جروسي عن محادثات جديدة مع إيران.
"انتقاد إيران"
فيما سيكون على القوى الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) الآن أن تقرر ما إذا كانت ستعيد إحياء مساعيها لاستصدار قرار ينتقد إيران، مما قد يقوض مفاوضات أوسع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 تُجرى حالياً في فيينا. وكان جروسي يأمل أن يقدم تقريراً يتضمن تقدماً، قبل اجتماع مجلس المحافظين مرة أخرى، الأسبوع المقبل.
في هذا الصدد، أكد التقرير أن "المدير العام قلِق من أن المناقشات الفنية بين الوكالة وإيران لم تسفر عن النتائج المتوقعة"، مضيفاً: "عدم إحراز تقدُّم في توضيح أوجه تساؤل الوكالة المتعلقة بصحة واكتمال إعلانات الضمانات الإيرانية يؤثر بشكل خطير في قدرة الوكالة على تقديم تطمينات بشأن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي".
كما أشار هذا التقرير إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ازداد بمقدار 273.2 كغم خلال ربع السنة، فيما كانت الزيادة المسجلة بالتقرير الصادر في فبراير/شباط الماضي، 524.9 كغم.
كذلك، تُقدر الوكالة الدولية حجم اليورانيوم المخصب حتى 60% لدى إيران بـ2.4 كغم مقابل الصفر في فبراير/شباط الماضي.
فقد قامت إيران بتعبئة غاز سداسي فلوريد اليورانيوم في 15 جهاز طرد مركزي من نوع IR-1، و3 أجهزة من نوع IR-2M، وجهازين من نوع IR-4 يوم 24 مايو/أيار الجاري، في موقع نطنز النووي تحت الأرض، فضلاً عن قيام طهران بإنتاج 2.42 كغم من اليورانيوم المعدني، بحسب التقرير.
المحادثات النووية أحرزت "تقدماً"
إلى ذلك، قال سعيد خطيب زادة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين، إن بلاده والقوى العالمية الست حققت تقدماً ملحوظاً في محادثات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.
إذ تتفاوض إيران والقوى العالمية في فيينا منذ أبريل/نيسان الماضي؛ في محاولة لتحديد خطوات ينبغي أن تتخذها طهران وواشنطن بشأن الأنشطة النووية والعقوبات للعودة للالتزام الكامل بالاتفاق النووي.
خطيب زادة قال في مؤتمر صحفي أسبوعي: "كان من الممكن لكل جولة محادثات في فيينا أن تكون الأخيرة. يجب ألا نتعجل. حققنا تقدماً ملحوظاً، لكن هناك قضايا أساسية لا تزال قائمة.. لا يوجد جمود في هذه المحادثات"، مشدّداً على أن "كل العقوبات يجب أن تُرفع وبعد ذلك تتأكد منها إيران… ثم سنتراجع عن الخطوات النووية".
في حين شكّك عباس عراقجي، كبير المفاوضين النوويين بإيران، فيما إذا كانت هذه المحادثات ستكون الجولة الأخيرة، وقال إن الوفود ربما تحتاج للعودة إلى عواصمها للتشاور، منوهاً إلى أن "المحادثات مُعقدة للغاية ووصلنا الآن إلى قضايا الخلاف الأساسية".
وفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات، فإن من بين القضايا المتبقية عدول إيران عن انتهاكاتها المتعددة لبنود الاتفاق وتخصيبها اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي متقدمة وإنتاجها معدن اليورانيوم.
كانت إيران قد أجرت، الأسبوع الماضي، الجولة الخامسة من مفاوضات الاتفاق النووي مع القوى العظمى، وسط توقعات بعودة الولايات المتحدة للاتفاق مجدداً بعد انسحابها في مايو/أيار 2018.