قال وزير المالية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الإثنين 31 مايو/أيار 2021، إن تل أبيب قد وقعت اتفاقاً اقتصادياً جديداً مع الإمارات، ويتعلق الأمر، وفق الوزير الإسرائيلي، بـ"معاهدة ضريبية"، في خطوة وصفها بأنها "ستنشط تطوير الأعمال بين البلدين بعد تطبيع العلاقات العام الماضي"، وذلك في تغريدة بحسابه الشخصي على "تويتر".
حسب وكالة "فرانس برس" الفرنسية، فإن هذا الاتفاق يأتي بعد أن أعلنت وزارة المالية الإماراتية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنها توصلت إلى اتفاق مبدئي مع إسرائيل لتحاشي الازدواج الضريبي.
وفق المصدر نفسه، فإن هذه المعاهدة ستكون فور المصادقة عليها من الوزراء والبرلمان هذا العام، الاتفاق التاسع والخمسين من نوعه الذي تبرمه إسرائيل وستدخل حيز التنفيذ في مطلع يناير/كانون الثاني 2022.
منذ توقيع اتفاق التطبيع في سبتمبر/أيلول الماضي، أبرمت البنوك الإسرائيلية والإماراتية وشركات أخرى اتفاقات تعاون، وبدأ تسيير رحلات طيران مباشرة بين البلدين.
لـ"تعزيز العلاقات"
إذ يعتبر هذا الاتفاق الضريبي هو اﻷول من نوعه بعد تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين العام الماضي.
وزير المالية الإسرائيلي قال في بيان، إن المعاهدة تستند في المقام الأول إلى نموذج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مضيفاً أنها "توفر ظروفاً جدية ومواتية لنشاط الأعمال، وستعزز العلاقات الاقتصادية" مع الإمارات.
بموجب الاتفاقية، يتحدد سقف للاستقطاعات الضريبية وتوزيعات الأرباح النقدية ورسوم الامتياز. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، إن المعاهدة ستتيح تعزيزاً كبيراً للاستثمار والتجارة، مما سيساعد اقتصاد البلدين.
تعميق العلاقات رغم العدوان على غزة
ففي تقرير لها، نُشر الخميس 27 مايو/أيار 2021، اعتبرت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، أن عدوان الاحتلال على غزة والقدس، الذي دام 11 يوماً، "لم يكُن له أي تأثيرٍ على التزام الإمارات بإقامة علاقات قوية مع إسرائيل".
دليل ذلك، وفق الصحيفة نفسها، هو حضور "كبير دبلوماسيي إسرائيل المبعوثين إلى الإمارات العربية المتحدة حفلاً أقيم في دبي، على خلفية أول معرض دائم في شبه الجزيرة العربية لتخليد ذكرى الهولوكوست".
حسب الصحيفة نفسها، فإن المسؤول نفسه كان حاضراً قبل هذه المناسبة، التي أقيمت يوم الإثنين 24 مايو/أيار، في حدث من أجل إقامة مشروعٍ استثماري مشترك بين شركةٍ إسرائيلية وإماراتية.
فالسفير الإسرائيلي لدى الإمارات، إيتان نائيه، صرّح خلال هذه المناسبة قائلاً: "ما نراه هنا معاكسٌ تماماً لما نشهده في غزة… إذ نرى في عملية التطبيع الكاملة هنا انفصالاً عن الماضي".
تقول الصحيفة العبرية، إن الحرب التي اندلعت خلال شهر رمضان المبارك قد أثارت غضب مواطني الدول الخليجية، الذين أعربوا عن دعمهم للفلسطينيين ومعارضتهم للاحتلال، عبر الشبكات الاجتماعية واحتجاجات الشارع.
وبعد تصاعُد العنف إلى حربٍ بين حماس وجيش الاحتلال، في الـ10 من مايو/أيار، لم تُعرِب الإمارات عن انتقادها لإسرائيل بشكلٍ مباشر، بل أصدرت بدلاً من ذلك بياناً دعا "جميع الأطراف" إلى وقف القتال.
حين سُئِلَ عن طبيعة المحادثات مع المسؤولين الإماراتيين أثناء الصراع الأخير، قال السفير نائيه في أبوظبي، إنّ الأشخاص الذين تحدّث إليهم "أظهروا قدراً كبيراً من التفهم والاهتمام، ولم تشهد المحادثات أي توترات، وما سمعناه هو أنّ الإمارات دعت إلى وقف القتل من الجانبين، وقد أعربوا عن حزنهم على الضحايا من الجانبين".
السفير الإماراتي لدى إسرائيل
فقد نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد 30 مايو/أيار، صوراً خاصة بزيارة محمد آل خاجة، سفير الإمارات لدى إسرائيل، لرئيس ما يسمى "مجلس حكماء التوراة"، الحاخام الأكبر شالوم كوهين، خاصةً تلك التي توثق لحظة تلقيه "بركة الكهنة"، من الكاهن، وفق ما نقلته المصادر نفسها.
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية حديث السفير الإماراتي للحاخام ومرافقيه، وهو يحرِّض على قناة "الجزيرة" القطرية، وجماعة الإخوان المسلمين، متهماً إياهم بـ"التضليل" بخصوص العدوان على غزة.
وتُظهر هذه الصورة السفير الإماراتي منحنياً على ركبتيه، داخل بيت الحاخام في القدس المحتلة، بينما يضع الأخير يده على رأسه، وفيما يبدو يتلو عليه بعض الكلمات التي هي بمثابة "بركات يقدمها للسفير الإماراتي".
في تعليق لها على هذه الزيارة، قالت صفحة "إسرائيل بالعربي" التابعة للخارجية الإسرائيلية، إن "سفير الإمارات لدى إسرائيل زار رئيس مجلس حكماء التوراة الحاخام الأكبر شالوم كوهين بمنزله في أورشليم؛ حيث تلقى منه بركة الكهنة".
وأضافت الصفحة، أن الحديث دار أيضاً حول "الاتفاقات الإبراهيمية، كما تبادلا الهدايا الرمزية، ودعا السفيرُ الحاخامَ إلى افتتاحية معبد الديانات الإبراهيمية الـ3 بأبوظبي".