قالت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 28 مايو/أيار 2021، إن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو هدَّد بالسماح للمهاجرين والمخدرات بالتدفق إلى أوروبا الغربية، إذا فُرِضَت عقوبات على نظامه بسبب إجبار الطائرة التابعة لشركة Ryanair على الهبوط اضطرارياً لاعتقال مُعارض، في وقت يلتقي فيه الرئيس البيلاروسي نظيره الروسي بوتين لبحث "التكامل" بين الجمهوريتين السوفييتين السابقتين، وهو مشروع تتطلع إليه موسكو منذ فترة طويلة، وفقاً لما كتبه الكرملين على موقعه الإلكتروني.
وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بدأوا محادثات في لشبونة، الخميس 27 مايو/أيار، حول الإجراءات الاقتصادية التي يمكن اتخاذها لاستهداف أهم الصناعات والقطاع المالي للدولة السوفييتية السابقة، إلا أن الرئيس لوكاشينكو (66 عاماً) حذَّر أوروبا: "نحن من أوقفنا المخدرات والمهاجرين، لكن الآن أنتم ستتعاطونها (المخدرات)، وستضطرون للقبض عليهم (المهاجرين) بأنفسكم".
أزمة طائرة بيلاروسيا
وتشارك بيلاروسيا حدودها مع لاتفيا وليتوانيا وبولندا -الأعضاء في الاتحاد الأوروبي- وكذلك مع روسيا وأوكرانيا.
من جانبها، نوهت رئيسة وزراء ليتوانيا، إنغريدا سيمونيتا، بأن "هذا النظام لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وعلينا توقع أي شيء منه، والاستعداد لذلك". فيما وصفت التهديد الذي يواجه بلدها بأنه تهديدٌ فارغ؛ لأنَّ ليتوانيا تفرض قيوداً على الحدود خاصة بها، وقد تستهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي النفط البيلاروسي وكذلك البوتاس؛ إذ تلبي أوكرانيا نحو 25% من طلب أوروبا على السماد.
جان أسيلبورن، وزير خارجية لوكسمبورغ قال: "الكلمة الأساسية في اعتقادي هي البوتاس. أعتقد أنه سيؤذي لوكاشينكو كثيراً إذا تمكنّا من اتخاذ تدابير إزاء تلك النقطة".
فيما قُبِض على رومان بروتاسيفيتش (26 عاماً)، وهو ناشط معارض، الأحد 23 مايو/أيار، بعد أن أُمِرَت طائرة تابعة لشركة Ryanair، التي كان على متنها، بالهبوط في العاصمة البيلاروسية مينسك، بعد تهديد بوجود قنبلة على متنها.
وكانت الطائرة، وهي في طريقها من أثينا في اليونان إلى فيلنيوس في ليتوانيا، على وشك مغادرة المجال الجوي البيلاروسي عندما وصل الأمر، وسارعت بيلاروسيا بإرسال طائرة مقاتلة من طراز (ميغ 29) "لمرافقة" الطائرة إلى مينسك. ولم يُعثَر على عبوات ناسفة على متن الطائرة.
ونفت بيلاروسيا أنها دبرت الحادث لاعتقال المعارض بروتاسيفيتش، ومع ذلك، أعرب مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة Ryanair، عن مشاعر الكثيرين عندما وصف الحادث بأنه "اختطاف برعاية الدولة".
تهديدات أوروبية لبيلاروسيا
وسيفرض الاتحاد الأوروبي العقوبات الجديدة الصارمة إذا لم يخفف لوكاشينكو من قبضته القامعة للديمقراطية ويُطلِق سراح بروتاسيفيتش، وقال وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس: "إذا لم يحدث هذا، فستكون مجرد بداية لدوامة كبيرة وطويلة من العقوبات".
وحظرت بريطانيا والدول الأوروبية طائراتها من عبور المجال الجوي البيلاروسي، في خطوة ستُكلِف النظام حوالي 200 مليون جنيه إسترليني سنوياً من عائدات الجسر الجوي.
وعلى الجانب الآخر، وفي استعراض لدعم لوكاشينكو، رفضت روسيا السماح لطائرات الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية النمساوية بدخول مجالها الجوي، وكانت الشركتان قد غيرتا مسار رحلاتهما لتجنب التحليق فوق بيلاروسيا، ومع ذلك، سُمِح لطائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية البولندية Polish Lot بالتحليق من وارسو إلى موسكو، على الرغم من إجراء تغيير مماثل في مسارها.
وسعى لوكاشينكو للتقليل من مدى تأثير أية عقوبات أوروبية، قائلاً: "سنستبدل بأوروبا العجوز، التي لم يكن الزمن رحيماً بها، آسيا سريعة النمو".