تعمل شركة Boom Supersonic الأمريكية على تطوير طائرات نفاثة قادرة على الوصول إلى أي مكان في العالم خلال 4 ساعات فقط، وإحياء حلم الطائرات الأسرع من الوقت، لكن بكلفة أقل من الطائرات الخارقة السابقة، على غرار مشروع "كونكورد"، إذ تدرس ألا يتجاوز سعر التذكرة الواحدة تكلفة تذكرة درجة رجال الأعمال في الطائرات العادية.
حسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الثلاثاء 25 مايو/أيار 2021، فإنه في ظل الأزمة التي الحالية قد يبدو إحياء حلم الطائرات الأسرع من الصوت، الذي انقضى بتقاعد طائرات Concorde منذ حوالي عقدين، ضرباً من الخيال، إلا أن هناك مجموعة جديدة من الشركات الناشئة تعمل على مشروعات طيران أسرع من الصوت وما يفوق مرحلة ما بعد سرعة الصوت.
قد تغير وجه العالم
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت شركة Boom Supersonic أول من يطرح طائرة تجريبية حقيقية، الطائرة XB1.
يقول بلاك سكول، المؤسس والرئيس التنفيذي، في مكالمة فيديو: "إما نفشل، وإما سنغيّر وجه العالم".
كما يضيف: "حاجز الزمن هو ما يفصلنا عن بعضنا البعض. نعتقد أن اختراق حاجز الزمن هو ما يهم حقاً، أكثر من اختراق حاجز الصوت".
إذ من المفترض أن تستغرق الرحلة من نيويورك إلى لندن 3 ساعات و15 دقيقة فقط، بينما ستنخفض مدة الرحلة من لوس أنجلوس إلى سيدني إلى 8 ساعات ونصف فقط.
يهدف سكول إلى أن تتمكن شركة الطيران من تحديد الأسعار عند نقطة سعر مماثلة للرحلات الجوية على درجة رجال الأعمال، على عكس رحلات Concorde، التي كانت تكلّف في تسعينات القرن الماضي حوالي 12.000 دولار للرحلة الواحدة، أي ما يعادل 20.000 دولار بسعر اليوم.
تجربة فريدة
يقول سكول: "هذه ليست رحلة جوية معتادة، بل أشبه بتجربة يأمل المرء في تجربتها مرة طوال عمره، وهذا عكس ما نرغب في تحقيقه، وهو السفر إلى أي مكان في العالم في أربع ساعات مقابل 100 دولار فقط. أعلم أن الأمر سيستغرق كثيراً من الوقت والجهد لتحقيق هذا الهدف".
تخطط شركة Boom لتحقيق هذا الهدف من خلال تصميم طائرة جديدة حيادية الكربون بنسبة 100%. وفي الواقع، كانت الأزمة العالمية الحالية مواتية لذلك.
ويقر المتحدث نفسه بأنه : "بالتأكيد لم أكن أتمنى حدوث تلك الجائحة، لكنها في الواقع ستساعد في تسريع عملية الاعتماد على الطيران الأسرع من الصوت".
إذ اضطرت شركات الطيران إلى تقليص حجم أساطيلها، وأُجبروا، في بعض الحالات، على التقاعد المبكر للطائرات كبيرة الحجم مثل Boeing 777 وAirbus A380.
في هذا السياق، يعتقد سكول أنه: "أصبحت هناك فرصة لبناء أسطول جديد من الطائرات الأسرع من الصوت".
كما يرى مهمة شركة Boom الأولى والأساسية هي أن تصبح رحلاتها سريعة بما يكفي لتحقيق الفارق.
وأردف قائلاً: "بدلاً من أن تدفع تذكرة مميزة في درجة رجال الأعمال للحصول على مقعد مريح يمكنك النوم عليه أثناء الرحلة، سنقدم لك أفضل سرير في العالم، وهو سرير منزلك، لأنك ستصل إلى وجهتك قبل أن تشعر برغبة في النوم".
بالنسبة للكثيرين، من الصعب التخلص من فكرة أن الطيران الأسرع من الصوت يجب أن يكون مكلفاً ومضراً بالبيئة. يقول سكول: "لا بد أن نتذكر أننا نتحدث عن تقنية ترجع إلى حقبة الستينيات. لقد تغير الكثير".
ويضيف: "لقد تحولت تكنولوجيا صناعة الطائرات من الألمنيوم إلى ألياف الكربون، ومن صياغة المسودات الورقية والمساطر الهندسية والأنفاق الهوائية إلى المحاكاة الحاسوبية. لقد غيرنا تماماً طريقة صنعنا للمحركات النفاثة، وأصبحت الآن أهدأ وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود".
4 ساعات مقابل 100 دولار
هذا يعني انخفاض تكلفة الرحلات الأسرع من الصوت، مع القدرة على الاستفادة من أنواع الوقود البديلة في نفس الوقت.
في السياق نفسه، يرى الخبراء أن هدف شركة Boom طول الأمد (حلم الأربع ساعات، 100 دولار) لا يزال على بعد جيلين أو ثلاثة أجيال من تطوير صناعة الطائرات.
يقول شون أوكيف، خبير صناعة الطيران بجامعة سيراكيوز والرئيس السابق لمجموعة Airbus والأمين العام السابق للقوات البحرية: "إنه هدف جريء وجسور".
ويضيف أوكيف: "العقبة الأساسية ليست في الوصول إلى هذا المستوى من السرعة فحسب، بل في حالة الوصول إليها، ستنتج كمية هائلة من الحرارة تُذيب أي محرك تقليدي معروف لدينا حالياً".
في حين يعتقد أوكيف أن تطوير مواد وتقنيات جديدة تسمح بتحقيق هذا الهدف ممكناً، يرى أن ذلك "سيتطلب جيلين أو ثلاثة أجيال من التقنيات والتطوير والابتكار، وهو ما يعادل حوالي 20 عاماً".