قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 25 مايو/أيار 2021 إن صوراً أولية تم نشرها لقاذفةٍ شبحية صينية يمكنها التملُّص من الرادار لضرب الأراضي الأمريكية.
وعلى الرغم من أنه لم تؤكَّد القاذفة Xian H-20 رسمياً بعد من جانب الصين، لكن مجلة Modern Weaponry، التي تديرها مجموعة الصناعات الشمالية الصينية المحدودة، وهي شركة دفاع مملوكة للدولة، نشرت صورةً للقاذفة على غلاف عدد يونيو/حزيران 2021.
تفاصيل القاذفة الجديدة
إذ أظهرت الصورة حجرة سلاح، وجناحَي ذيلٍ قابل للتعديل، وراداراً محمولاً جواً، ومستقبلات هواء خفية، وفوَّهات محرِّكٍ على كلا الجانبين، فالطائرة مغطَّاة بمادةٍ رمادية داكنة تمتص موجات الرادار. ويبدو تصميم الجناح الطائر مشابهاً بشكلٍ لافتٍ للأنظار للقاذفة نورثروب غرومان بي 2 سبيرت، التي كانت الداعمة الأساسية للتهديد النووي بعيد المدى للولايات المتحدة منذ عام 1997.
من جانبها فقد أطلقت المجلة على القاذفة الجديدة اسم "إله الحرب في السماء"، لكن القصة المصاحبة لها لم تذكر الطائرة، واكتفت المجلة بالقول إن الولايات المتحدة طوَّرَت وسلَّحَت قوتها الجوية بقاذفاتٍ استراتيجية.
ستكون القاذفات الصينية علامةً بارزةً في جهود بكين للتنافس مع واشنطن، مع تكنولوجيا التخفي التي يصعب إتقانها وتكلفة تطويرها. وتشير التقارير إلى أن القاذفة H-20 ستحل في نهاية المطاف محل H-6، وهو تصميمٌ يعود إلى حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، قامت الصين بترقيته بثباتٍ على مدار عقود.
جيل جديد من القاذفات
يُقال إن الجيل الجديد من القاذفات قادر على الطيران لمسافة 500 ميل (8045 كيلومتراً) دون التزوُّد بالوقود، مِمَّا يسمح للقاذفات بالوصول إلى ما بعد السلسلة الثانية لجزر المحيط الهادئ في اليابان وغوام وجزر ماريانا الأمريكية، انطلاقاً من قواعد في البرِّ الرئيسي للصين.
على النقيض من ذلك، يبلغ مدى قاذفة القنابل الأمريكية B-2 حوالي 7 آلاف كيلومتر.
كانت استراتيجية سلسلة الجزر، وهي سياسة خارجية للولايات المتحدة، تهدف في البداية إلى إحاطة الاتحاد السوفييتي السابق والصين عن طريق البحر، ولطالما أثار ذلك مخاوف الصين من أن يحاصرها الجيش الأمريكي.
رغم عدم تأكيد أي تفاصيل، فمن المُتوقَّع أن تكون القاذفة مزوَّدة بصواريخ كروز نووية وتقليدية. ولا يُتوقَّع أن تتمكَّن من كسر حاجز الصوت.
تغيير قواعد اللعبة
من جانبه قال جون غريفات، المتخصِّص في الطائرات الحربية ومحلِّل دفاع آسيا والمحيط الهادئ، لصحيفة South China Morning Post الصينية: "إذا أصبحت الطائرة جاهزةً للعمل، فمن المُحتَمَل أن تغيِّر قواعد اللعبة".
كذلك أشار إلى أن الصور التي صدرت أظهرت أن القاذفة H-20 أعطت الأولوية للتخفي والمسافة الطويلة على حساب السرعة. وأضاف: "هذا يعني أن الميزة الاستراتيجية لتلك الطائرة هي أنها ستكون قادرةً على ضرب أهداف بعيدة، ربما في سلسلة الجزر الثانية وما بعدها". وتابع: "وهذا يعني أن القاذفة ستهدِّد الأصول والمصالح الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
في حين اقترح المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية أن القاذفات الشبحية يمكنها أن تمنح البلاد "قدرةً حقيقية على إسقاط القوة العابرة للقارات".
من ناحية أخرى يسعى الجيش الصيني إلى اللحاق بالولايات المتحدة، ويرى الحزب الحاكم في الصين أن وجود قوة على قدم المساواة مع النظير الأمريكي أمرٌ ضروري لردع واشنطن عن تهديد قبضتها على السلطة في الصين.
فيما تعمل بكين على تحديث أجهزتها العسكرية بسرعة، ويُعتَقَد أن قاذفات H-20 هي أبرز ما في خطة البلاد لتحديث أسطولها من الطائرات الحربية. وسيرتفع الإنفاق الدفاعي للصين لهذا العام بنسبة 6.8% مقارنةً بعام 2020.