احتشد العشرات من المواطنين العمانيين، الإثنين 24 مايو/أيار 2021، في مدينتي صلالة (جنوب) وصحار (شمال)، في مظاهرتين متفرقتين؛ احتجاجاً على تفشي البطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية، وذلك في سلوك احتجاجي نادر دعت إليه المعارضة بالبلاد، وهو الأول من نوعه منذ أن اعتلى السلطان هيثم بن طارق، السلطة في يناير/كانون الثاني 2020، بعد وفاة السلطان قابوس الذي حكم البلاد طويلاً.
فقد أظهرت لقطات وصور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، محتجين محتشدين في المدينتين، ووجوداً مكثفاً لقوات الأمن، مع قوافل من عربات الجيش والشرطة، التي عمدت إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع، واعتقال متظاهرين.
ظروف اقتصادية صعبة
تأتي هذه الاحتجاجات، بعد أن عصفت جائحة فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط بخزائن الدولة.
لدى السلطنة خطط، منذ وقت طويل، لإصلاح الاقتصاد وتنويع الإيرادات وفرض ضريبة تتسم بالحساسية وإصلاح الدعم، لكن تنفيذ هذه الخطط تأخر في عهد السلطان الراحل قابوس. وقدَّم السلطان هيثم بن طارق، سلسلة إصلاحات؛ في محاولة لجعل الأوضاع المالية للحكومة مستدامة.
كما شهدت عُمان مظاهرات في أوائل عام 2011 عقب اندلاع انتفاضات بالمنطقة. ولكن عكس تونس ومصر والبحرين، ركزت الاحتجاجات في السلطنة على الوظائف ومزاعم وجود فساد وليس على التغيير السياسي.
الرواية الرسمية
في السياق نفسه، أوردت وسائل إعلام رسمية نبأ احتجاجات الإثنين، قائلةً إن خريجي جامعات يطالبون الحكومة بتوفير وظائف.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء العمانية إن "ملف العمل يأتي ضمن أهم الأولويات" لدى السلطان هيثم.
في صحار، شوهد المحتجون أمام مكتب إقليمي لوزارة العمل وفي المناطق المحيطة، حيث رددوا شعارات ورفعوا لافتات تنادي بالحريات المدنية.
بينما أظهرت بعض المقاطع المصورة أشخاصاً يرشقون سيارات الشرطة بالحجارة، بينما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين.
كُتب على إحدى اللافتات: "جلالة السلطان هيثم، المواطنون المسرَّحون والباحثون مَن لهم بعد الله سواك؟".
جدير ذكره، أن احتجاجات محدودة خرجت، الأحد 23 مايو/أيار2021، في صحار وشهدت أيضاً وجوداً مكثفاً للشرطة.
في الجهة المقابلة، ردَّت وزارة العمل بتغريدة على تويتر، قالت فيها إن المحتجين الذين يطالبون بفرص عمل، وحلّ مشكلة بعض المسرَّحين منهم، "تم الاستماع لهم".
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية السابق، يوسف بن علوي بن عبدالله، قال في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، الشهر الماضي، إن المنطقة قريبة من ربيع عربي آخر.