مسؤول صيني يزور روسيا لإجراء محادثات أمنية.. تقارب متزايد بين موسكو وبكين في مواجهة واشنطن

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/23 الساعة 22:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/23 الساعة 22:17 بتوقيت غرينتش
العلم الروسي/ الأناضول

في أحدث مؤشر على تعزيز العلاقات بين بكين وموسكو، يسافر كبير الدبلوماسيين الصيني إلى روسيا، الإثنين 24 مايو/أيار 2021، لإجراء محادثات أمنية، بحسب تقرير نشرته صحيفة Financial Times البريطانية.

إذ ستستمر زيارة يانغ غيتشي، رئيس اللجنة المركزية للشؤون الخارجية في الصين، إلى روسيا حتى يوم الأربعاء 26 مايو/أيار الجاري من أجل المشاورات الاستراتيجية والأمنية.

في حين سيزور المسؤول الصيني كرواتيا وسلوفينيا قبل عودته إلى بلاده.

يشار إلى أنه جرى الإعلان عن هذه الزيارة بالتزامن مع تركيز الصين وروسيا على العلاقات الثنائية في فترةٍ تشهد تراجع هيمنة الولايات المتحدة على الجغرافيا السياسية، إلى جانب آثار جائحة كوفيد-19 التي أثارت الاضطرابات حول العالم.

مشروع طاقة نووية

كما تأتي الزيارة بعد أيامٍ من حضور شي جينبينغ وفلاديمير بوتين لإطلاق مشروع طاقةٍ نووية عبر مؤتمر فيديو على الإنترنت. وينص الاتفاق الذي جرى توقيعه عام 2018 على أن تساعد روسيا الصين في بناء أربعة مفاعلات نووية.

كان بوتين قد صرّح، خلال مؤتمر الإطلاق يوم الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، بأن العلاقات بين البلدين الجارين وصلت إلى "أفضل مستوياتها في التاريخ"، مكرراً بذلك التعليقات التي صدرت على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مارس/آذار الماضي.

فيما ذكر الرئيس السابع لجمهورية الصين أن بكين وموسكو "دعمتا بعضهما البعض بكل قوة" في مواجهة جائحة كورونا، مشيراً إلى ما وصفها بشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة من أجل عصرٍ جديد، وفق قوله.

تعاون وثيق

يشار إلى أن الصين وروسيا تعاونتا بشكل وثيق وعلى نحو متزايد في الشؤون العسكرية والدبلوماسية، منذ تأسيس "شراكة استراتيجية شاملة" قبل عقدين من الزمن.

في هذا الإطار، يجري جيشاهما تدريبات مشتركة بانتظام ويدعم كل منهما الآخر في الأمم المتحدة بشأن قضايا تشمل سوريا وكوريا الشمالية.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرضا عقوبات اقتصادية وسياسية على موسكو مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 بشكل غير قانوني.

"أفضل صديق"

في المقابل، عززت روسيا تعاونها الاقتصادي مع الصين للحد من تأثير هذه العقوبات، وزادت الزيارات المتبادلة التي قام بها الرئيس بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ، فيما وصف شي لبوتين بأنه "أفضل صديق" من عمق العلاقات.

يُذكر أن شي أجرى محادثةً هاتفية، خلال العام الماضي، مع بوتين ركّز فيها على الحاجة إلى علاقات أكثر تقارباً مع روسيا، بالنظر إلى "الاضطرابات" الناجمة عن الجائحة، مؤكداً أن معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين بكين وموسكو الموقعة في 16 يوليو/تموز عام 2001 أقامت نوعاً جديداً من العلاقات الدولية، بحسب وسائل الإعلام الحكومية.

فقد فتحت جائحة كوفيد-19 الباب أمام فرصٍ للسياسة الخارجية في أماكن أخرى للبلدين، حيث قدمتا اللقاحات للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وفي الصين، ظلّت حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا منخفضةً منذ منتصف العام الماضي، بينما تعافى اقتصادها بوتيرةٍ أكثر سرعة من الدول الكبرى الأخرى.

إلى ذلك، تتناقض العلاقات الوثيقة بين الصين وروسيا مع علاقة كل منهما بالولايات المتحدة. إذ تعهّد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمواجهة الصين فيما يتعلّق بحقوق الإنسان، وحقوق الملكية الفكرية، والسياسة الاقتصادية. كما وصف الصين بأنها أكثر منافسي الولايات المتحدة خطورة. وقد فرض الرئيس الأمريكي عقوبات كاسحة على روسيا بسبب "أنشطتها الخارجية الضارة".

تحميل المزيد