اتهم مواطن بريطاني، يدعى فاز كيران سيدو، زملاءه في العمل بالعنصرية، وتعريضه لحملة سخرية واسعة داخل العمل، بعد أن وصفوه بـ"العربي ذي الحذاء الناسف"، كما أنه يطالب بتعويضات مالية تقدر بـ6.6 مليون جنيه إسترليني (8.47 مليون دولار)؛ تعويضاً عن الأضرار التي لحقت به، بعد أن لجأ إلى القضاء، وذلك وفق ما نقلته صحيفة The Daily Mail البريطانية.
حسب التقرير نفسه، فإن الموظف البريطاني البالغ من العمر 36 سنة، والذي ينحدر من أصول أسكتلندية وهندية، رفع دعاوى تمييز عنصري ومضايقات عنصرية وفصل اعتباري، بعد تعرضه لسلسلة من التنمر والإهانات في وظيفته لدى شركة Exertis للتقنية، التي يحصل فيها على دخل سنوي قدره 65 ألف دولار.
ربما لن يقدر على العمل مجدداً
يقول هذا الموظف البريطاني، إنه ينحدر من "العِرق المختلف الوحيد في الفريق"، ووُصف بـ "المهاجر السوري المتقلب الذي يعمل لصالح داعش".
من جهته، ذهب خبير نفسي قيَّم حالته، إلى أن الضرر النفسي الذي عاناه في المكتب الكائن بمدينة باسينجستوك البريطانية، كان سيئاً لدرجة أنه ربما لن يقدر على العمل مرة أخرى.
لذلك، يطالب "سيدو" بمبلغ قدره 6.638.938 جنيهاً إسترلينياً (نحو 8.47 مليون دولار)، تعويضاً عن خسارة دخله وجرح مشاعره والأضرار المتفاقمة، وذلك في جلسة استماع يُنتظر عقدها في شهر سبتمبر/أيلول.
وإذا مُنح التعويض كاملاً، فسوف يتجاوز الرقم القياسي الحالي لمدفوعات التعويضات في محكمة العمل، والمقدر بـ4.7 مليون جنيه إسترليني (نحو 6.64 مليون دولار).
الموظف نفسه أوضح في محكمة العمل بمدينة ساوثهامبتون، كيف كان يسخر منه فريق المبيعات بكلمات على نغمة أغنية Que Sera Sera للمطربة الأمريكية الراحلة دوريس داي، تقول: "سيدو سيدو، يعمل في أوه تو. سيدو، سيدو، عربي ولديه قنبلة في حذائه".
سلسلة مضايقات عنصرية
بعد انضمامه إلى الشركة في عام 2012، تصاعدت وتيرة المضايقات التي تعرض لها سيدو بداية من يناير/كانون الثاني 2016، عندما صار مديراً مسؤولاً عن بيع منتجات التقنية.
وجدت محكمة العمل أن "الإشارات الجنسية الصريحة والتلميحات الجنسية الفجة" اعتُبرت "مزاحاً ترفيهياً" في مكان العمل ذي التوجه الذكوري.
كما وجدت أن ثلاثة من زملاء سيدو السابقين، وهم جلين سميث وستيوارت سميث وجون كليري، ضايقوه مضايقات عنصرية.
إضافة إلى ذلك، أخبر سيدو المحكمة كيف أن فريقه عرض إعلانات لـ"ماكدونالدز" وبطاقة عمل ساخرة لبائع هوى على حاسوبه، قائلين إنها سوف تكون وظيفته بعد إقالته.
فيما وصفه أحد الزملاء بأنه يؤدي "عملاً جنسياً لداعش"، وبعد أن بحث عن منزله على خدمة خرائط جوجل، قال إنه يعيش في "منطقة مقززة تشبه منطقة حرب خاصة بإرهابيين"، وأضاف: "ما اسم هذا المكان، حلب؟".
وبعد أن سُئل سيدو عما شعر به لأنه "الوحيد ذو العرق المختلف في الفريق"، قال الزميل نفسه: "سوف تكون آخر عِرق مختلف إذا غادرت".
في مناسبات كثيرة، كان الفريق يضع حاسوبه المكتبي بسلة المهملات ويخفون أغراضه، ويقفون مصفقين له عندما يصل إلى العمل متأخراً.
قال سيدو: "اعتقدوا أن هذا مضحك، لكنه كان محرجاً ومزعجاً بالنسبة إلي".
كما تذكَّر حادثة مهينة أُبلغ فيها أن فعالية عمل كان مدعوّاً إليها في اللحظات الأخيرة، سوف تتطلب ارتداء ملابس رسمية برابطة عنق، فسارع بشراء بدلة رسمية بـ255 دولاراً، ليتلقى بعدها بقليلٍ رسالة بريد إلكتروني تقول: "كيران، اعثر على الخطأ في الملابس التي يجب ارتداؤها…"، وتُبرز الرسالة الملابس المطلوبة التي كانت "ملابس شبه رسمية"، وليست بدلة رسمية برابطة عنق.
الاستقالة
فقد ذهب إلى المدير ليشكو سوء المعاملة قائلاً: "عندما يبحثون عن اسمي على جوجل ويقولون إني أعيش في منطقة إرهابيين وكل هذا الهراء، فهذا الأمر يستنزفني نفسياً وأفكر وأقول: أين أخطأت؟ تحدث مرة فيقال مزحة، تحدث مرتين فيقال مزحة…! لم تمر ثلاثة أيام ولو مرة واحدة، دون أن يحدث ذلك".
وجدت المحكمة أن المدير ماثيو رامزي أظهر "قليلاً من الاهتمام" في شكاوى سيدو من التنمر، وكان يُبدي اهتماماً أكبر بأرقام مبيعات الفريق.
استقال سيدو من الشركة في مايو/أيار 2017، وعانى من اكتئاب وقلق شديد.
من جهتها، قالت شركة Exertis في بيان، إن تجربة سيدو كانت "فريدةً داخل شركة تتكون من 1800 موظف"، مضيفةً أنها اتخذت الإجراءات التأديبية الملائمة وأن سلوكيات محددة داخل جزء من الشركة كانت أقل من المعايير التي نتوقعها.
جدير ذكره، أن مصرف Royal Bank of Scotland كان قد حُكم عليه بدفع مبلغ 4.7 مليون جنيه إسترليني (نحو 6.64 مليون دولار)، لموظف يبلغ من العمر 31 عاماً ويُعرف باسم إيه بي، كان يعمل لدى شركة Nat West التابعة للمصرف، وذلك بسبب تعرضه لمضايقات وتمييز عنصري.