استنفرت الشرطة البريطانية في العاصمة لندن، الأحد 23 مايو/أيار 2021، جميع قواتها، واتخذت تدابير أمنية احترازية من أجل منع الاحتكاك بين مؤيدين لإسرائيل، ومشاركين في مسيرة تضامنية مع فلسطين وقطاع غزة، بعد أن كانوا قريبين من الالتقاء بالقرب من سفارة تل أبيب.
إذ تجمّعت مجموعة من مؤيدي إسرائيل، أمام مبنى سفارة الأخيرة في لندن، بينهم متطرفو اليمين البريطاني، في الوقت ذاته وبالقرب من السفارة الإسرائيلية، احتشدت مجموعة أخرى في مسيرة تضامنية مع فلسطين.
ومع تزايد أعداد المشاركين في المجموعة المؤيدة لإسرائيل، اتخذت الشرطة البريطانية تدابير أمنية، لمنع الاحتكاك بين الطرفين، بينما ذهبت تقارير صحفية بريطانية إلى أن قوات الأمن منعت مجموعات مؤيدة لفلسطين من الاقتراب من الداعمين للاحتلال الإسرائيلي، بعدوى "رفع شعارات استفزازية".
في الوقت نفسه، أكد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن مجموع من شاركوا في المسيرة المؤيدة لفلسطين والمناضهة للعدوان الإسرائيلي على غزة وانتهاكاتها في القدس ومدن الضفة تجاوزوا 180 ألف شخص، وهو العدد الذي تبرزه العديد من الفيديوهات المنتشرة على "تويتر".
في المقابل، لم يتعد عدد من شارك في التظاهرة المؤيدة لتل أبيب، 1500 شخص، يقودهم نشطاء في اليمين المتطرف، على رأسهم الناشط اليميني البريطاني "تومي روبينسن" الذي يعتبر من أشد المناهضين للإسلام والمسلمين في بريطانيا.
"إسرائيل إرهابية"
السبت 22 مايو/أيار 2021، خرجت مظاهرة أخرى بالعاصمة البريطانية لندن، عبر فيها الآلاف عن دعمهم للقضية الفلسطينية، مرددين هتافات منها "إسرائيل دولة إرهابية".
إذ أفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بأن آلاف المتظاهرين جابوا شوارع وسط لندن، تنديداً بأعمال العنف التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين.
وطالب المتظاهرون، الذين تجمعوا في عطلة نهاية الأسبوع الثانية على التوالي، بحل "عاجل" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفرض عقوبات على تل أبيب.
شارك في المظاهرات كل من "الاتحاد الوطني للتعليم" (اتحاد نقابة عمال لمعلمي المدارس والكادر التعليمي في المملكة المتحدة)، و"حملة التضامن مع فلسطين" في بريطانيا (أكبر منظمة في المملكة المتحدة تعنى بضمان حقوق الإنسان للفلسطينيين).
إضافة إلى "ائتلاف أوقفوا الحرب" البريطاني (مجموعة تأسست عام 2001، تضم حملات مناهضة للحرب في أفغانستان والعراق).
فيما لم تذكر الصحيفة تفاصيل حول الجهة التي نظمت التظاهرات أو جنسيات المشاركين فيها.
كما أوضحت الصحيفة أن عشرات من ضباط الشرطة كانوا يؤمنون المظاهرات، حيث أغلقت الحشود العديد من الشوارع، وأوقفت حركة المرور في عدة اتجاهات.
بالإضافة إلى ذلك، نشرت الصحيفة صوراً من الاحتجاجات، حيث يلوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية، رافعين لافتات كتب عليها "فلسطين حرة"، و"أوقفوا الحرب"، أثناء توجه مسيرتهم إلى حديقة "هايد بارك".
هدنة بعد دمار ودماء
تأتي الاحتجاجات في ظل توصل الفلسطينيين وإسرائيل، بوساطة مصرية، إلى اتفاق لوقف إطلاق نار "متبادل ومتزامن" في قطاع غزة، وبدأ سريانه فعلياً، الجمعة، اعتباراً من الساعة 02:00 فجراً بتوقيت فلسطين (23:00 ت.غ الخميس).
عقب 11 يوماً من العمليات العسكرية، بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إذ أعلن الجانبان قبولهما مقترحاً مصرياً لوقف إطلاق النار.
كما أسفر العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، عن 279 شهيداً، بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".