قدمت كتائب "عز الدين القسّام" الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت 22 مايو/أيار 2021، عرضاً عسكرياً في غزة، وذلك بعد يومين فقط من انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع. فيما ظهر رئيس الحركة في غزة، يحيى السنوار، علناً، رغم التهديدات المتواصلة لقادة الاحتلال باغتياله.
جاء العرض لتأبين قائد لواء غزة بكتائب القسام، باسم عيسى، الذي استشهد في 12 مايو/أيار الجاري، خلال العدوان. فيما جاب المئات من مقاتلي "القسام" الملثمين شوارع مدينة غزة.
حيث حمل عناصر "القسام" أنواعاً مختلفة من الأسلحة، منها صواريخ "الكورنيت"، والرشاشات الثقيلة، وأسلحة القنص، والقذائف المضادة للدروع.
من جانبه، قال القيادي بحركة حماس، إسماعيل رضوان، في كلمة له على هامش العرض: "نقف اليوم هنا على أرض غزة أرض المقاومة وبعد انتصار المقاومة على الاحتلال"، مضيفاً: "ستبقى كتائب القسام تعيد تطوير أدواتها وتعدّ جيشها لمواجهة الاحتلال".
رضوان لفت إلى أن "المعركة مع إسرائيل أكدت أن القدس ستبقى عربية إسلامية وهي العاصمة الأبدية لفلسطين".
السنوار يظهر علناً بعد العدوان
في حين ظهر رئيس حركة حماس بقطاع غزة، يحيى السنوار (59 عاماً)، مساء السبت، وهو يتجول في شوارع وأحياء القطاع، وذلك للمرة الأولى منذ العدوان، ورغم تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، باستهدافه.
كان غانتس قد صرّح، الجمعة، خلال مقابلة أجرتها معه قناة "كان" الرسمية، بأن "قيادة حماس، خاصةً محمد الضيف (القائد العام لكتائب عز الدين القسام)، ويحيى السنوار، ما زالوا هدفاً لإسرائيل حتى الآن".
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أنه يعتقد أن السنوار أراد أن يُنظر إليه على أنه يؤثر على القدس وفلسطينيي الداخل، "بصفته صلاح الدين القرن الحادي والعشرين"، زاعماً أن السنوار "ارتكب خطأ فادحاً، وأن إسرائيل ردت بشدة على هذا السلوك"، حسب قوله.
كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد وضع اسم "السنوار" على رأس قائمة المطلوبين للاغتيال خلال عدوانه الأخير على غزة، وقد استهدفت مقاتلات جيش الاحتلال مكتب وبيت السنوار بغزة، لكنها فشلت في اغتياله.
لكن السنوار يبدو أنه لا يعبأ كثيراً بتلك التهديدات الإسرائيلية الجديدة التي لم يمضِ عليها أكثر من 24 ساعة، حيث أنه ذهب إلى بيوت العزاء الخاصة بعائلات الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي.
في هذا الإطار، أقر الجيش الإسرائيلي، الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، بفشله مرتين في اغتيال محمد الضيف خلال العملية العسكرية بقطاع غزة.
فقد حاول الجيش الإسرائيلي من عدة زوايا وبأسلحة مختلفة من الجو، مهاجمة موقع سري وعميق تحت الأرض حيث يوجد محمد الضيف، دون أن يتمكن من تحقيق هدفه.
بذلك يكون قائد "القسام" قد نجا من سبع محاولات اغتيال تراكمية على مر السنين، وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، هيدي زيلبرمان، الذي أكد أنهم حاولوا أيضاً اغتيال ما لا يقل عن سبعة قياديين آخرين في "حماس"، على رأسهم السنوار وآخرون، لكن دون جدوى.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 279 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 12 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.