أعلنت حركة حماس الانتصار على إسرائيل في التصعيد الذي استمر 11 يوماً، مكذبة مزاعم تل أبيب بتدمير قدرات جهازها العسكري، وشبكة الأنفاق التابعة لها، فيما أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية تجهيز شكوى بهدف رفعها إلى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم التي ارتكبتها تل أبيب في عدوانها الأخير على قطاع غزة.
وفي خطاب أمام المحتفلين الذين احتشدوا بالآلاف رافعين رايات حماس ومردّدين هتافات مؤيّدة للحركة ومناهضة لإسرائيل، قال القيادي خليل الحيّة: "نحن نحتفل بهذا النصر، ونقول للاحتلال إن عدتم عُدنا".
وأضاف كذلك: "نقول للعدو الذي يدّعي الانتصار، أيها العدو لقد انتصرت على أشلاء الأطفال والنساء".
وعن الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي: "نقول لأهلنا الذين دُمّرت بيوتهم والذين شُرّدوا، سنبني البيوت التي دمّرها الاحتلال وسنعيد البسمة".
وذكّر الحيّة بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "قال إنه سيدمّر الأنفاق على مقاومتنا، وأنا أقول له اليوم إن المجاهدين الآن يتبخترون في الأنفاق.. نعم مجاهدونا اليوم يسرحون ويمرحون في أنفاق العزة والكرامة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن قواته "وجهت ضربة قاضية لحماس ولقدراتها الصاروخية"، كما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه "دمر أكثر 100 كيلومتر من الأنفاق الدفاعية تحت الأرض، والتي تعتبر استراتيجية لحماس".
واستخدمت إسرائيل الطائرات الحربية والدبابات والمدافع لضرب شبكة الأنفاق التابعة للمقاومة الفلسطينية في غزة.
دعوى في "الجنائية الدولية"
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية محمد اشتية أن الحكومة سترفع شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل لارتكابها جرائم حرب في قطاع غزة شملت إبادة عائلات بأكملها.
وقال اشتية، في بيان نشره مكتبه الجمعة، إن الحكومة سترفع الجرائم التي اقترفتها إسرائيل بحق الأطفال والنساء إلى المحكمة الجنائية التي سبق أن فتحت تحقيقاً في الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت خلال حروب ثلاث شنتها إسرائيل على غزة.
وأضاف أن سكان قطاع غزة تعرضوا طيلة الأيام الـ11 الماضية إلى عمليات قتل وترويع وإبادة جماعية.
وأشار اشتية إلى أنه خلال هذه الحرب الإسرائيلية أبيد أكثر من 20 عائلة بأكملها، وقتل عشرات الأطفال والنساء والشيوخ، وأصيب المئات بجراح بفعل الدمار الهائل الذي لحق بالمنشآت والمباني والعمارات والأبراج السكنية، وهدمت عشرات البيوت على رؤوس ساكنيها.
وقبل أيام، دعت منظمة العفو الدولية (أمنستي) المحكمةَ الجنائية الدولية إلى التحقيق في جرائم حرب قد تكون ارتكبتها إسرائيل في هجماتها على قطاع غزة، وبينها قتل عائلة مؤلفة من 10 أفراد في مخيم الشاطئ، وقصف برج الجلاء الذي كان يضم مكاتب قناة الجزيرة ووكالة أسوشيتد الأمريكية ووسائل إعلام دولية ومحلية أخرى.
جولة من التصعيد انتهت
وبدأ في الساعة الثانية بالتوقيت المحلي من فجر الجمعة، سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بعد جولة تصعيد دخلت يومها الـ11، وبلغ عدد ضحاياها 232 شهيداً، بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، بجانب نحو 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
فيما استشهد 28 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، يستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما استشهد فلسطينيان أحدهما في مدينة أم الفحم والآخر في مدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات في البلدات العربية داخل إسرائيل.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات "وحشية" ارتكبتها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه، وحي "الشيخ جراح" (وسط)، إثر مساعٍ إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
على الجانب الآخر، أطلقت الفصائل الفلسطينية ما يزيد على 4 آلاف صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيلياً وإصابة نحو 330 آخرين، بحسب قناة "كان" الرسمية.
كما أدى إطلاق الرشقات الصاروخية من قطاع غزة إلى إدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ ووقف حركة القطارات بين مدن وسط وجنوب البلاد، وتعليق هبوط وإقلاع الرحلات الجوية لفترات بمطار بن غوريون الدولي بتل أبيب.