كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدا غاضباً خلال مكالمة جمعته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، وقالت إن "صبر الرئيس الأمريكي بدأ ينفد" مع إصرار نتنياهو على مواصلة حملته العسكرية على قطاع غزة.
تقرير الصحيفة الإسرائيلية الذي نشر الخميس 20 مايو/أيار، قال إنه في مكالمته الهاتفية مع نتنياهو، أوضح بايدن أنه "يتوقع انخفاضاً كبيراً في التصعيد على طريق وقف إطلاق النار"، وهي صياغة مهذبة ومنضبطة لوصف الغضب.
كما أوضحت الصحيفة أنه من الناحية الدبلوماسية الأمريكية، فإن هذا الشكل من المجاملة تجاه حليف مثل "إسرائيل" هو تعبير عن الكثير من نفاد الصبر وعدم التسامح، من النوع الذي لم يجرؤ كلينتون وأوباما، اللذان لم يعجبهما أو يقدرا نتنياهو بشكل خاص، على التعبير عنه في بيان رسمي.
أزمة بين بايدن ونتنياهو
أضافت الصحيفة أنه حتى لو لم تكن هناك أزمة في العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية في هذه المرحلة، فهناك بالتأكيد علامات على وجود علاقة مزقتها الأزمة بين بايدن ونتنياهو، "ومن المرجح أن تستمر إذا ظل بقاء نتنياهو في منصبه في الأشهر المقبلة".
فقد طلب الرئيس بايدن -الصريح بشكل غير عادي- يوم الأربعاء من نتنياهو إيقاف تصعيد هجومه العسكري على غزة، وهو ما خلق صدعاً نادراً بين البلدين، وأثار استياء بعض مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة.
بينما أثلج صدر الديموقراطيين الذين دفعوا بشكل متزايد من أجل موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه إسرائيل، بحسب صحيفة washington post الأمريكية.
فقد كان بايدن متردداً لعدة أيام لمواجهة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علناً، كما أن مطالبته "بخفض التصعيد بشكل كبير على طريق وقف إطلاق النار" هزت عوالم السياسة والدبلوماسية، بحسب وصف الصحيفة الأمريكية.
فقد قال البيت الأبيض لنتنياهو بشكل واضح، إن الأمور تتغير في الولايات المتحدة، ولا تصب في صالح إسرائيل، بما في ذلك المشرعون الذين كانوا يدعمون إسرائيل منذ فترة طويلة، وذلك بحسب شخصين مطلعين على الرسالة.
إذ لا يملك بايدن سلطة مباشرة لفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل، لكن الرسالة الصارمة للبيت الأبيض كانت واضحة: "إذا واصل نتنياهو الصراع إلى أبعد من ذلك، فإنه يخاطر بفقدان دعم كبير في واشنطن"، بحسب واشنطن بوست.
"مقبرة" السياسة الخارجية للرؤساء
جاءت المحادثة الليلة الماضية بعد محادثة أخرى جرت في نفس اليوم (الأربعاء)، وصفها مسؤولون حكوميون أطلعوا صحيفة نيويورك تايمز عليها بأنها غير سارة.
التفسير الوحيد لمحادثة ثانية في يوم واحد هو أن بايدن تم إطلاعه على تصريحات نتنياهو في محادثة مع السفراء الإسرائيليين، حيث أوضح أن "إسرائيل لا تعمل مع (مؤقِّت) في يدها" وأنها "تريد تحقيق أهداف العملية"، تقول الصحيفة الإسرائيلية.
كما أضافت أن بايدن يدرك أن نتنياهو، سياسياً، يمد الحبل ويفترض أن المواجهة مع الرئيس ستفيده. لقد عرف هذه المناورات لمدة 25 عاماً. نتنياهو لا يستطيع الاستمرار بالكذب. بايدن لا يفهم معنى ما "أهداف العملية" التي يتحدث عنها نتنياهو.
لكن ليس من الواضح له ما إذا كان لنتنياهو أي أهداف عملياتية غير الدوافع السياسية، وليس من الواضح له سبب محاولة نتنياهو مواجهته بدلاً من استخدامه.
لقد فرض الشرق الأوسط، المكان الرائع المعروف باسم "مقبرة السياسة الخارجية للرؤساء"، نفسه مرة أخرى على أجندة الرئيس.
إذ تتدخل "إسرائيل" والفلسطينيون بأولويات الولايات المتحدة، التي حددت أهدافها بوضوح: الصين، ومرة أخرى الصين، وروسيا، والمناخ، وتقوية التحالفات، والعودة إلى السياسة الخارجية القائمة على التحالف. الطابق السفلي هو الاتفاق النووي مع إيران. في مستودع بعيد في نهاية جدول الأعمال، وضعوا الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، الذي سوف يصدأ ويعتليه الغبار.
بايدن غاضب لأن مجموعة من السياسة الإسرائيلية في الكيان وغزة، مهما كانت دوافعها ومبرراتها، إلى جانب استخدام القوة غير المتكافئة من قبل "إسرائيل"، أعادت إلى السطح القضية الفلسطينية التي لا يهتم بها.