الآلاف يتظاهرون في عواصم أوروبية دعماً لفلسطين.. احتجوا ضد العدوان الإسرائيلي وطالبوا بمقاطعة تل أبيب

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/20 الساعة 05:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/20 الساعة 05:49 بتوقيت غرينتش
احتجاجات في مدن أوروبية داعمة لفلسطين/الأناضول

شهدت عدة مدن عالمية، الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، مظاهرات داعمة للفلسطينيين ومنددة بعدوان إسرائيل على قطاع غزة في وقت دخل فيه قصف الجيش الإسرائيلي على غزة يومه الـ11، فيما بلغ عدد الشهداء227، بينهم 64 طفلاً و38 سيدة، بجانب أكثر من 1620 جريحاً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.

في مدينة إسطنبول التركية، خرجت وقفة احتجاجية للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، والقدس، وقطاع غزة بفلسطين، شارك فيها سامي أبوزهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

"القدس خط أحمر" 

ونظمت الوقفة في ميدان منطقة "سلطان بايلي" في المدينة التركية، والتي دعت إليها منصة "الأخوة" التي تجمع تحت مظلتها العديد من منظمات المجتمع المدني وشارك بالوقفة أعضاء المنصة المذكورة، إلى جانب أعداد من المواطنين الأتراك للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين العزّل.

كما حرص المحتجون على رفع العلم الفلسطيني وسط ترديد هتافات وصيحات تكبير، ولم ينسوا إخوتهم الفلسطينيين بالدعاء في تلك الفعالية التي استهلوها بتلاوة آيات من القرآن الكريم.

في كلمة له خلال الوقفة، قال سامي أبوزهري، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن الجميع شاهدوا اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى في الـ28 من شهر رمضان المبارك، واعتداءها على المصلين.

كما أشار إلى أن هذه الاعتداءات لو كانت في كنيسة أو كنيس يهودي لقام العالم بأسره ولم يقعد، مضيفاً: "إسرائيل تريد محو القدس والمسجد الأقصى من ذاكرة المسلمين، وإخوتنا في غزة يرفضون ذلك، وقاموا بالرد عليها بالصواريخ، فالقدس خط أحمر بالنسبة لنا، وليعلم هذا الجميع، فلا يمكننا بيع القدس بأي مقابل".

فلسطين إسرائيل أوروبا
احتجاجات داعمة لفلسطين في إسطنبول/الأناضول

متحدث حماس طالب كل الموجودين بتركيا بمواصلة دعمهم للفلسطينيين، مشدداً على أهمية المساعدات التي ستقدم من أجل إعادة إعمار منازل المشردين في فلسطين، ولدعم اليتامى هناك، بحسب قوله.

مظاهرات مناهضة للفصل العنصري

وفي ألمانيا، شهدت العاصمة  برلين  وقفة احتجاجية شارك فيها الآلاف؛ للتنديد بالهجمات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، والفلسطينيين بالقدس الشرقية، وقطاع غزة.

وجاءت الوقفة بدعوة وجهتها العديد من الجمعيات الفلسطينية بألمانيا، حيث احتشد آلاف الأشخاص، بميدان "الكسندر" ببرلين؛ للتنديد بالعدوان الإسرائيلي، وللتضامن مع الفلسطينيين.

وبعد ذلك خرج المحتجون في مسيرة جابت عدداً من الشوارع المحيطة بالميدان، وهم يرفعون لافتات عليها عبارات مناهضة للعدوان، ومؤيدة للفلسطينيين من قبيل "الحرية لفلسطين"، و"ارفعوا الحصار عن غزة أكبر سجن بالعالم"، و"هذه ليست معاداة للسامية، وإنما مناهضة للفصل العنصري، والاستعمار".

فرنسا فلسطين أوروبا
احتجاجات في ألمانيا ضد العدوان الإسرائيلي/الأناضول

وعلى هامش مشاركتها بالفعالية، قالت إليسار محمود، إنها انضمت للوقفة لأنها مع السلام، مضيفة: "وهذا ما ينبغي أن يقوم به العالم أجمع سواء أكانوا فلسطينيين أو غير ذلك أنا فلسطينية وأريد ألا يتألم شعبي ثانية، لقد تم نفي عائلتي قبل سنوات، ولا أحد يمكنه تحمل ذلك".

وأعربت عن رغبتها في أن تبذل القوى الأوروبية مزيداً من الجهود من أجل السلام، مضيفة: "عليهم أن يتركوا دعمهم لإسرائيل، وتمويلها، ويتركوا قتل الأطفال بالأسلحة التي يرسلونها لها".

سولي غي، متظاهر آخر يبلغ من العمر 16 عاماً، قال إنه جاء إلى هنا أيضاً للتنديد بالأزمة الإنسانية في فلسطين، وبما تفعله إسرائيل الآن.

دعوات لمقاطعة إسرائيل 

العاصمة البلجيكية، بروكسل، هي كذلك شهدت مظاهرة للتضامن مع الفلسطينيين ضد الهجمات الإسرائيلية التي تستهدفهم، إذ نظمت المظاهرة التي شارك بها مئات الأشخاص، في ميدان "شومان" الذي يتوسط مقرات العديد من المؤسسات الأوروبية الهامة، كالمفوضية الأوروبية، والمجلس الأوروبي، ودائرة العلاقات الخارجية الأوروبية.

وأخذ المتظاهرون يرددون هتافات مناهضة لإسرائيل، ومؤيدة لفلسطين، وهم يحملون صوراً لعدد من الأطفال الذين استشهدوا جرّاء القصف الإسرائيلي لقطاع غزة كما رفعوا لافتات عليها عبارات من قبيل "لسنا أحراراً حتى تتحرر فلسطين"، و"القدس خط أحمر لنا"، "انهوا الاحتلال"، إلى جانب رفع أعلام فلسطين، وتركيا، وعدد من البلدان الإسلامية الأخرى.

وفي باريس احتشد محتجون ضد العدوان الإسرائيلي في ساحة "الجمهورية" وسط العاصمة؛ للتنديد بالهجمات الإسرائيلية التي تستهدف قطاع غزة، وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ورفع المحتجون لافتات ورددوا هتافات داعمة لفلسطين، ومناهضة لإسرائيل، طالبوا من خلالها بالحرية لفلسطين، وشعبها.

أوروبا فلسطين إسرائيل
احتجاجات في باريس ضد العدوان الإسرائيلي/ الأناضول

رئيسة موقع "يوروبالستين" الإخباري الفرنسي، أوليفيا زيمور، التي حضرت المظاهرة، قالت إنها ستواصل مشاركتها في مثل هذه المظاهرات ما دامت هناك "مجازر ترتكب" في فلسطين.

وذكرت زيمور أن محكمة ليون أصدرت حكماً بالبراءة في القضية المرفوعة ضدها لمقاطعتها الأدوية التي تنتجها شركة الأدوية "Teva" التي تمول الجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن المحكمة حكمت أيضاً بإمكانية توجيه دعوات لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن دعوات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية مشروعة، مضيفة: "لن نشتري أدوية دولة هاجمت المستشفيات وسيارات الإسعاف وقطعت الطرق المؤدية إلى المستشفيات. (أدوية Teva) أول المنتجات التي ستتم مقاطعتها. هذا مهم جداً". 

وأوضحت زيمور أن الفعالية التي يزعمون تنظيمها لدعم فلسطين يوم السبت المقبل قد يتم حظرها، مشددة على أنهم سيقومون بتنظيمها رغم ذلك.

ولفتت إلى الخسائر في أرواح الأطفال والنساء جرّاء اعتداءات إسرائيل، متابعة: "ليس من المستغرب أن تفعل إسرائيل هذه الجرائم، فهي دولة إجرامية، ونحن ننتظر التحقيقات التي تجريها محكمة الجنايات الدولية، وعندها لا يمكن أن تزعم إسرائيل أنها دولة ديمقراطية، لا سيما أن المنظمات الإسرائيلية غير الحكومية تقول إنها دولة فصل عنصري".

وجددت زيمور تأكيدها مواصلة دعم فلسطين، معربة عن إشادتها بالمقاومة "البطولية" التي يبديها الفلسطينيون في مواجهة الهجمات الإسرائيلية، كما ناشدت الجميع مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن "الحكومة الفرنسية شريكة في الجريمة لإسرائيل، وتتعاون مع الاستعمار الإسرائيلي، إذ إن باريس تؤمن لها السلاح".

واعتبرت أن تصريحات الرئيس، إيمانويل ماكرون، بخصوص حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، "مخجلة، متابعة: "كافة الدولة الأوروبية بما في ذلك فرنسا تدعم إسرائيل دولة الاحتلال العنصرية، بشكل صريح".

بدوره قال الفرنسي جينيفيف، الذي رفض الكشف عن لقبه، وحضر المظاهرة بمظلة عليها العلم الفلسطيني، إنه يأسف "لانعدام حرية التظاهر في هذا البلد (فرنسا)"، وأضاف قائلاً: "الشعب الفلسطيني محروم من حقوقه منذ 73 عاماً، إذ يتم استعمارهم، ويتعرضون للظلم، ولا سيما سياسات الفصل العنصري الإسرائيلية، وإسرائيل لا ترتكب جرائم حرب فقط، بل جرائم ضد الإنسانية كذلك، وتفعل كل هذا أمام العالم بأسره".

توترات متصاعدة في الأراضي الفلسطينية

يأتي هذا في وقت يدخل فيه العدوان الإسرائيلي على غزة، يومه الحادي عشر، وأسفر عن استشهاد 227 فلسطينياً، بينهم 64 طفلاً و38 سيدة و17 مسناً، بجانب إصابة نحو 1620، بينها 55 إصابة شديدة الخطورة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جراح" (وسط)؛ إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.​​​​​​​

تحميل المزيد