أعلنت الشرطة في ماليزيا، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، اتخاذها كافة التدابير اللازمة لحماية قيادات وشخصيات فلسطينية على أراضيها، وذلك بعد انتشار مزاعم حول تهديدات أطلقها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، لتصفية هذه الشخصيات حول العالم.
استنفار الشرطة الماليزية يأتي بعد أن شهدت العاصمة الماليزية، كوالالمبور، في أبريل/نيسان 2018، اغتيال فادي البطش، المهندس الفلسطيني المختص في دراسات تطوير الطائرات بدون طيار، توجهت أصابع الاتهام عقب اغتيال البطش، إلى إسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية.
استهداف قيادات فلسطينية في ماليزيا
في معرض تعليقه على الأمر، قال المسؤول في جهاز الشرطة في ماليزيا، أكريل ساني عبدالله ساني، في تصريح للصحفيين، إنهم أخذوا التهديدات التي انتشرت، الإثنين، في شبكة الإنترنت، على محمل الجد.
أضاف أنهم عززوا من التدابير الأمنية المتخذة في هذا الخصوص، واتخذوا الخطوات اللازمة.
كما أكد أن الشرطة الماليزية تتابع عن كثب كافة التطورات المتعلقة بالأمر، داعياً شعب بلاده لالتزام الهدوء وعدم الاكتراث بالأخبار الكاذبة.
إذ كان مركز عمليات الدفاع السيبراني في ماليزيا (CDOC) قال، الإثنين 17 مايو/أيار، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي يستعد لتنفيذ عمليات ضد قيادات وشخصيات فلسطينية في دول العالم، وفي مقدمتها ماليزيا.
حظيت ادعاءات المركز الماليزي المذكور بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
سوابق للمخابرات الإسرائيلية
كانت الشرطة الماليزية قد أعلنت عام 2018 عن اغتيال الأكاديمي الفلسطيني فادي البطش، بـ"إطلاق نحو 10 رصاصات عليه، أثناء توجهه إلى أحد المساجد القريبة من منزله في العاصمة كوالالمبور، لأداء صلاة الفجر".
نقلت وكالة الأنباء الوطنية الماليزية "برناما" عن مازلان لازيم، قائد شرطة كوالالمبور قوله: "أطلق شخص أو اثنان كانا يستقلان دراجة نارية على الأكاديمي الفلسطيني (35 عاماً) أثناء سيره على ممر المشاة عند السادسة صباح اليوم بالتوقيت المحلي".
بينما قالت وسائل إعلام عبرية إن البطش "مهندس في حماس وخبير طائرات بدون طيار"، في إشارة إلى وجود دور للموساد في حادثة الاغتيال.
كما اتهمت عائلة الأكاديمي الفلسطيني الموجودة في في قطاع غزة، الموساد الإسرائيلي، بالوقوف خلف حادثة اغتيال.
إثر عملية الاغتيال، نشرت القناة العبرية العاشرة خبراً على موقعها الإلكتروني بعنوان "اغتيال مهندس حماس في ماليزيا". ونقلت القناة عن تنظيمات فلسطينية (لم تسمها) اتهامها لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" بالوقوف خلف عملية الاغتيال.
أهداف في غزة أيضاً
إسرائيل تسعى أيضاً لاستهداف قادة حماس في غزة، إذ قال قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال إليعازر توليدانو، يوم الأحد 16 مايو/أيار، إن قادة حركة حماس وجناحها العسكري، محمد الضيف ويحيى السنوار، هدف موضوع للضربات الإسرائيلية.
جاءت تصريحات توليدانو في أثناء المقابلة التي أجراها مع Channel 12 العبرية، وأشار فيها إلى أن محمد الضيف، القائد العام للجناح العسكري لحركة حماس "كتائب عز الدين القسام"، ويحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة "كانا ولا يزالان هدفاً لإسرائيل".
يعتبر الاحتلال محمد الضيف، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤولاً مسؤولية شخصية عن تنظيم عديدٍ من التفجيرات والعمليات الاستشهادية التي شنتها الحركة منذ منتصف التسعينيات، والتي قُتل على إثرها عشرات إن لم يكن مئات من الإسرائيليين، ومن ثم فهو منذ زمن طويل على رأس قائمة المطلوبين لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
أما السنوار، فهو المسؤول الثاني في التسلسل الهرمي للحركة بعد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية. وقد أمضى عقوداً في السجون الإسرائيلية بعد اتهامه عام 1989 باختطاف وقتل جنديين إسرائيليين.