أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت 15 مايو/ أيار 2021، عن استعدادها لقصف مدينة تل أبيب لمدة أشهر، وذلك في تحذير لإسرائيل التي تفشل في صد جميع الصواريخ المتجهة نحو المدن المُحتلة.
جاء ذلك على لسان الناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، "أبوعبيدة"، الذي قال: "جهزنا أنفسنا لقصف تل أبيب لـ6 أشهر متواصلة بعون الله".
تحذير "كتائب القسام" من شأنه أن يزيد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، التي تواجه ضغوطاً كبيرة في الداخل بسبب فشلها في التصدي لجميع صواريخ المقاومة، لا سيما أن سكان تل أبيب لم يعتادوا أن تشهد مناطقهم قصفاً بالصواريخ.
تحذير "كتائب القسام" جاء بعد وقت قصير من إعلانها توجيه ضربة بعشرات الصواريخ لـ"تل أبيب"، رداً على المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل فجر اليوم السبت في مخيم الشاطئ بقطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل 8 أشخاص جميعهم أطفال ونساء.
وأعلن الإسعاف الإسرائيلي، عن سقوط قتيل إسرائيلي جراء القصف الصاروخي من غزة على مدينة رمات غان شرق تل أبيب، وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الإسرائيليين خلال موجة التصعيد الأخيرة التي اندلعت الإثنين الماضي إلى 10.
في سياق متصل، أعلن متحدث "كتائب القسام" أنه تم قصف تل أبيب برشقة صاروخية أخرى، بمجرد تلويح إسرائيل بقصف برج مدني في غزة.
جاء ذلك بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي، بقصف برج سكني يضم مكاتب إعلامية دولية، منها مكتب قناة الجزيرة، ووكالة أسوشيتد برس الأمريكية، بمدينة غزة.
غالبية شقق البرج هي سكنية، لكنه يحتوي على جناح لبعض المكاتب الصحفية، إضافة إلى مكاتب لأطباء ومحامين.
يتألف البرج من 13 طابقاً، تضم العديد من الأبراج المغذّية للإنترنت لقطاع غزة، وبحسب "قناة الجزيرة" فإن الجيش الإسرائيلي أمهل "قاطني العمارة مدة ساعة لإخلائها".
كذلك بثت القناة مقابلة بين مالك البرج، وضابط مخابرات إسرائيلي، عبر الهاتف؛ رفض خلالها الأخير السماح لقناة الجزيرة ووكالة أسوشيتد برس، بنقل بعض معداتها.
من جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن صاروخاً سقط قرب مطار بن غوريون، الذي ألغى هبوط عشرات الطائرات بسبب صواريخ المقاومة.
كذلك أطلقت فصائل فلسطينية بقطاع غزة، السبت عشرات الصواريخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل بما في ذلك تل أبيب.
القناة (12) الإسرائيلية الخاصة، قالت إن نحو 30 صاروخاً أطلقت تجاه مناطق مختلفة في إسرائيل، شملت مستوطنات غلاف غزة ومدن بينها تل أبيب وريشون لتسيون ونيس تسيونا وحولون (وسط).
وسط هذا التصعيد، لم تتمخض جهود دبلوماسية إقليمية ودولية بعد عن أي إشارات على وقف الأعمال العدائية، وأرسلت مصر، التي تقود الجهود الإقليمية، سيارات إسعاف عبر حدودها مع غزة لنقل جرحى فلسطينيين للعلاج في مستشفيات مصرية.
كذلك وصل مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إسرائيل والفلسطينيين إلى إسرائيل أمس الجمعة، قبل جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي يوم الأحد لمناقشة الوضع.
تقول واشنطن إن مبعوثها يهدف إلى "تعزيز الحاجة للعمل من أجل تحقيق تهدئة قابلة للاستمرار"، لكن على الرغم من الدعوات الدولية لوقف التصعيد، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن جيشه سوف يُلحق "انتكاسات خطيرة" بحركة حماس، وفق تعبيره، وقال الجيش "إنهم يدفعون وسيواصلون دفع الثمن غالياً. الأمر لم ينته بعد".